متلازمة الورم السرطاوي لدى القطط: كل ما يجب أن تعرفه
تُعَدّ متلازمة الورم السرطاوي أحد أندر الأمراض التي يمكن أن تُصيب القطط، لكنها قد تكون شديدة التعقيد والتأثير على جودة حياة صديقك الأليف. تنشأ هذه المتلازمة عندما يُفرِز ورم سرطاوي – وهو ورم ينتمي إلى الخلايا العصبية-الصمّاء – كميات مفرطة من الهرمونات والمواد الكيميائية النشطة في الجسم، مثل السيروتونين والهستامين. النتيجة هي مجموعة من الأعراض المتفاوتة التي قد تربك صاحب القطة والطبيب البيطري على حدٍّ سواء.

ما هو الورم السرطاوي؟
الورم السرطاوي (Carcinoid Tumor) هو ورم بطيء النمو ينشأ في الخلايا العصبية-الصمّاء المنتشرة على طول الجهاز الهضمي، والبنكرياس، والرئتين، وأعضاء أخرى. على الرغم من نموه المعتدل في العادة، فإن قدرته على إفراز الهرمونات تجعله خطيرًا؛ إذ يؤثر على أجهزة متعددة في جسم القطة.
كيف تتحول الأورام السرطاوية إلى متلازمة؟
ليست كل الأورام السرطاوية تُسبِّب متلازمة؛ فالمتلازمة تحدث عندما ينتشر الورم – غالبًا إلى الكبد – بحيث تتجاوز الهرمونات المُفرَزة آلية إزالة السموم الطبيعية وتصل إلى الدورة الدموية العامة. حينها تظهر الأعراض الجهازية المميزة.
الأماكن الشائعة لظهور الورم السرطاوي لدى القطط
- المعدة والأمعاء الدقيقة
- القولون والمستقيم
- البنكرياس
- الرئتان
- الكبد (عادةً كموقع ثانوي للانتشار)

أعراض متلازمة الورم السرطاوي
قد تختلف الأعراض من قطة إلى أخرى، لكنها غالبًا تشمل:
- قيء أو إسهال مزمن
- فقدان وزن تدريجي رغم شهية طبيعية أو متزايدة
- ألم أو انتفاخ بطني
- ضعف ووهن عام
- صعوبة في التنفس إذا تأثر الصدر
- نوبات من احمرار الجلد أو سخونة الأذنين (نادرة لكن مميزة)
إذا لاحظت أيًّا من هذه العلامات لأكثر من بضعة أيام، فاستشر طبيبك البيطري فورًا. سرعة التدخُّل قد تُحسِّن من فرص السيطرة على المرض.
التشخيص: كيف يكتشف الطبيب البيطري المتلازمة؟
1. الفحص البدني والسجل الطبي
يبدأ الطبيب البيطري بجمع معلومات مفصلة عن التاريخ المرضي للقطة، بما في ذلك تغيُّر الشهية، وفقدان الوزن، ومدى تكرار القيء أو الإسهال. يتبع ذلك فحص سريري شامل للبحث عن كتل محسوسة أو علامات ألم بطني.
2. الاختبارات المخبرية
- تحاليل دم كاملة لقياس تعداد الخلايا ووظائف الكبد والكلى.
- قياس مستويات السيروتونين أو مستقلباته (5-HIAA) في الدم أو البول.
- اختبارات كيمياء الدم للكشف عن خلل في الأملاح أو إنزيمات الكبد.
3. تقنيات التصوير
- الأشعة السينية (X-ray) للصدر والبطن.
- الموجات فوق الصوتية لتحديد موقع الكتلة وحجمها.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو الرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم الانتشار.
4. الخزعة والتحليل النسيجي
يُعَدّ أخذ خزعة من الورم وتحليلها تحت المجهر الطريقة الوحيدة لتأكيد التشخيص؛ إذ يكشف الفحص النسيجي عن خصائص الخلايا السرطاوية وطبيعتها الهرمونية.
خيارات العلاج المتاحة
يعتمد اختيار العلاج على موقع الورم، ومرحلة المرض، والحالة الصحية العامة للقطة. غالبًا ما يُمزَج أكثر من أسلوب علاجي للحصول على أفضل نتيجة.
1. الجراحة
إذا كان الورم موضعيًّا ولم ينتشر، فإن الاستئصال الجراحي الكامل يُعَدّ الخيار العلاجي الأول، وقد يؤدي إلى الشفاء التام.

2. العلاجات الدوائية والكيميائية
- العلاج الكيميائي: يُستخدَم لإبطاء نمو الورم أو تقليص حجمه قبل الجراحة.
- أدوية مُثبطة لإفراز الهرمونات مثل الأوكتريوتايد (Octreotide) للحد من أعراض المتلازمة.
- موسعات الأوعية ومضادات الإسهال لعلاج الأعراض المصاحبة.
3. العلاج الداعم
يتضمن التحكم في الألم، وتصحيح الجفاف، ودعم التغذية المناسبة لضمان أفضل جودة حياة أثناء العلاج وبعده.
الرعاية المنزلية والمتابعة
بعد الخروج من العيادة أو المستشفى، يحتاج القط إلى عناية دقيقة:
- تقديم طعام سهل الهضم وغني بالبروتينات.
- تعديل جرعات الأدوية بدقّة وفق توجيهات الطبيب البيطري.
- مراقبة الوزن وشهية الأكل يوميًّا.
- جدولة زيارات متابعة دورية، عادةً كل 4–6 أسابيع.

التنبؤ بمآل المرض (Prognosis)
يعتمد المآل على مدى انتشار الورم واستجابة القطة للعلاج. القطط التي يتم اكتشاف الورم لديها مبكرًا وتخضع لاستئصال جراحي كامل قد تعيش سنوات عديدة بنوعية حياة جيدة. أما الحالات المتقدمة أو المنتشرة فقد يكون المآل متحفظًا ويهدف العلاج فيها إلى إطالة العمر وتحسين الراحة.
هل يمكن الوقاية من الورم السرطاوي؟
لا توجد طريقة مؤكدة لمنع حدوث الأورام السرطاوية، لكن الفحص الدوري وصور الأشعة الروتينية تساعد في اكتشاف أي تغيّرات مبكرًا، خاصة لدى القطط متوسطة وكبيرة السن. كذلك، الانتباه لأي تغيُّر طفيف في سلوك القطة أو عادتها الغذائية يُسهِم في الكشف المبكر.
الخلاصة
متلازمة الورم السرطاوي لدى القطط حالة معقدة لكنها قابلة للإدارة عند التشخيص والعلاج المبكرين. تعاونك الوثيق مع الطبيب البيطري واتباعك لخطة الرعاية المنزلية يُحدثان فارقًا كبيرًا في تحسين جودة حياة قطتك وإطالة عمرها.