الدليل الشامل لتوقيت تزاوج القطط: متى وكيف ولماذا؟
تُعدّ معرفة الوقت المثالي لتزاوج القطط خطوة أساسية لكل مُربٍ مسؤول يرغب في الحصول على نسل صحي وتقليل المخاطر على القطة الأم والقط الذكر على حدٍ سواء. في هذا المقال، ستتعرّف على مراحل دورة الشبق، العلامات السلوكية والجسدية للاستعداد للتزاوج، وأفضل الممارسات لضمان عملية تزاوج ناجحة وآمنة.

فهم دورة الشبق عند القطة (الكوين)
القطط إناث القطط (الكوين) متعددة الدورات الموسمية (Seasonally Polyestrous)، ما يعني أنها تمر بعدة دورات شبق خلال فصلي الربيع والخريف عندما يزداد طول ساعات النهار. تتألّف دورة الشبق لدى القطة من أربع مراحل رئيسية:
- البروإسترس (Proestrus): مرحلة تمهيدية تستمر من 1–2 يوم، تظهر فيها القطة اهتمامًا متزايدًا بالقطط الذكور ولكنها لا تقبل التزاوج بعد.
- الإستروس (Estrus): مرحلة الحرارة الفعلية التي تستمر عادة من 4–7 أيام، وفيها تُظهر القطة سلوكيات مميزة وتصبح مستعدة للتزاوج. إذا حدث تزاوج ناجح، يتم تحفيز الإباضة.
- الإنترإسترس (Interestrus): فترة السكون القصيرة بين دورات الحرارة إذا لم يحدث حمل، وقد تستمر من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع.
- الأنستروس (Anestrus): فترة الراحة التناسلية خلال أشهر الشتاء القصيرة النهار، حيث تنخفض مستويات الهرمونات وتختفي مظاهر الشبق.
علامات دخول القطة في حرارة
- مواءً عالٍ ومتكرر مع نغمات مختلفة لجذب الذكور.
- التمرغ على الأرض والتقلّب المستمر.
- رفع الذيل والانحناء (وضعية اللوردوز) عند ملامستها في منطقة الظهر.
- زيادة التبول أو رش البول على الأسطح لتعليم المنطقة بالفيرومونات.
- فقدان الشهية أو تغيّر نمط الأكل.

أفضل وقت لتزاوج القطط
يُوصي الأطباء البيطريون بتزويج القطة ما بين اليوم الثاني والرابع من مرحلة الإستروس، حيث تكون مستويات الهرمونات مُثلى وتكون القطة أكثر استعدادًا لتقبّل الذكر. ونظرًا لأن القطة من المُبِيضات المُستحثة (Induced Ovulators)، فإنها تحتاج عادةً إلى تكرار التزاوج مرات عدة خلال فترة الحرارة لضمان حدوث الإباضة.
سن النضج الجنسي للإناث والذكور
تصل معظم القطط إلى النضج الجنسي في عمر يتراوح بين 6–9 أشهر، إلا أنّ من الأفضل تأجيل التزاوج حتى:
- الإناث (الكوين): عمر 10–12 شهرًا مع وزن صحي لا يقل عن 3–3.5 كغ.
- الذكور (التوم): عمر 9–12 شهرًا لضمان إنتاج حيوانات منوية كافية وقوة بدنية للتزاوج.

التحضير للتزاوج: دليل خطوة بخطوة
- الفحص البيطري الشامل: تأكد من خلو القطة والقط من الأمراض المعدية (مثل فيروس نقص المناعة وفيروس اللوكيميا).
- التطعيمات والوقاية الطفيلية: يجب تحديث جميع اللقاحات وتطبيق أدوية الوقاية من البراغيث والديدان.
- اختيار مكان هادئ وآمن: وفّر غرفة منفصلة تحتوي على صندوق فضلات وطعام وماء، واسمح للقطين بالتعرّف تدريجيًا.
- المراقبة وعدم التدخل: راقب السلوك عن بُعد لتجنّب إرباك القطين؛ غالبًا ما تستغرق جلسة التزاوج أقل من دقيقة ولكن قد تتكرر عدة مرات في اليوم.

المخاطر والمضاعفات المحتملة
على الرغم من أن تزاوج القطط عملية طبيعية، إلا أنه قد يترتّب عليها بعض المخاطر:
- الحمل المبكر: قد يضع ضغطًا صحيًا على القطة الصغيرة التي لم يكتمل نموها العظمي بعد.
- الولادات المتكررة: تؤدي إلى استنزاف العناصر الغذائية والطاقة، وترفع خطر الإصابة بالتهاب الرحم.
- الأمراض المنقولة جنسيًا: مثل التوكسوبلازما و«الهملايا الوراثية» التي قد تؤثر على الأجنة.
- صعوبات الولادة (الديستوسيا): خاصة في السلالات ذات الرؤوس العريضة مثل الفارسي.
العناية بالقطة بعد التزاوج
بعد انتهاء جلسات التزاوج، يُنصح بما يلي:
- توفير غذاء عالي البروتين لتعويض ما فُقد من طاقة.
- تقليل التوتر بمنح القطة مساحة هادئة للراحة.
- متابعة علامات الحمل بعد 3–4 أسابيع (انتفاخ الحلمات، زيادة الوزن، تغيّر السلوك).
- زيارة الطبيب البيطري لإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية في اليوم 25–30 لتأكيد الحمل وعدد الأجنة التقريبي.

أسئلة شائعة
كم مرة يمكن للقطة أن تحمل في السنة؟
نظريًا يمكن أن تحمل القطة 2–3 مرات سنويًا، لكن ذلك يُضعف صحتها بشكل كبير. يُنصح بالاكتفاء بمرتين على الأكثر مع فاصل زمني كافٍ للسماح لها بالتعافي.
هل يمكن تزاوج قطة من سلالة مختلفة؟
نعم، من الناحية البيولوجية يمكن تزاوج القطط بين السلالات المختلفة، إلا أنّ الحفاظ على نقاء السلالة أو تحسين صفات معينة قد يتطلب اختيار ذكر من نفس السلالة.
متى يجب تعقيم القطة إذا كنت لا أريد تكاثرها؟
توصي الجمعيات البيطرية الدولية بالتعقيم في عمر 4–6 أشهر قبل بدء أول دورة شبق لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي ومشكلات السلوك المرتبطة بالحرارة.
تذكّر: التزاوج المسؤول يبدأ بفهم دورة حياة قطتك وتلبية احتياجاتها الصحية والنفسية في كل مرحلة.