الدليل الشامل لتقديم قطة جديدة إلى قطتك المقيمة دون نزاعات
إضافة فرد فرويّ جديد إلى العائلة تجربة مثيرة، لكنها قد تتحول إلى مصدر توتر إذا لم تتم بالطريقة الصحيحة. القطط مخلوقات إقليمية بطبعها، لذا فإن تقديم قطة جديدة إلى أخرى مقيمة يحتاج إلى خطة مدروسة وصبر كبير. في هذا الدليل العملي سنأخذك خطوة بخطوة عبر كل ما تحتاج معرفته لضمان انتقال سلس وبناء علاقة إيجابية بين القطتين.
لماذا تعتبر عملية التقديم الدقيقة مهمة؟
محاولة ترك القطط «لتدبّر أمرها» بنفسها قد تؤدي إلى شجارات عنيفة تطبع علاقتهما إلى الأبد. التقديم التدريجي يتيح لكل قطة:
- التعود على رائحة وصوت القطة الأخرى في بيئة آمنة.
- تكوين ارتباطات إيجابية بدلاً من الاستجابة بخوف أو عدوانية.
- تجنّب الإجهاد الذي قد يسبب مشاكل صحية مثل التهاب المثانة أو فقدان الشهية.
- تشكيل تسلسل هرمي طبيعي بدون عنف.
الاستعداد قبل وصول القطة الجديدة
زيارة الطبيب البيطري أولاً
قبل إدخال قطة جديدة إلى منزلك، تأكد من:
- أن تكون القطة الجديدة قد حصلت على جميع التطعيمات الأساسية.
- إجراء فحص شامل للتأكد من خلوها من الطفيليات والأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة (FIV) أو لوكيميا القطط (FeLV).
- تعقيم أو إخصاء القطط، فذلك يقلل مستويات الهرمونات العدوانية ويسهّل الاندماج.
إعداد «غرفة آمنة» للقطة الوافدة
خصص غرفة منفصلة يمكن إغلاق بابها تحتوي على:
- صندوق فضلات نظيف.
- وعاء طعام وآخر للماء بعيد عن الفضلات.
- ألعاب تساعد على تفريغ الطاقة وإثراء البيئة.
- مخابئ عمودية مثل أرفف أو شجرة تسلّق.
- سرير مريح أو بطانية مألوفة.
مضاعفة الموارد
لمنع التنافس، احرص على توفير:
- صناديق فضلات بعدد القطط +1 موزعة في أماكن متفرقة.
- محطات طعام وماء متعددة.
- أماكن استراحة مرتفعة لكل قطة.
خطة التقديم خطوة بخطوة
الخطوة الأولى: العزل المريح
أبقِ القطة الجديدة في غرفتها الآمنة لمدة تتراوح بين 3 و7 أيام. اسمح لها باستكشاف المساحة واكتساب الثقة. في هذه الأثناء، يمكن للقطتين سماع بعضهما البعض أو شم الروائح أسفل الباب بدون مواجهة مباشرة.
الخطوة الثانية: تبادل الروائح
حين تشعر أن القطة الجديدة استقرت، ابدأ تبادل الروائح:
- امسح كل قطة بقطعة قماش ناعمة ثم ضعها تحت وعاء طعام القطة الأخرى.
- بدّل البطانيات أو الأسرة بين الغرفتين يومياً.
- اسمح لكل قطة بالتجول بحرية في مساحة القطة الأخرى بينما تُحجز الثانية في غرفتها الآمنة لتستكشف الروائح بدون مواجهة.

الخطوة الثالثة: التعارف البصري دون احتكاك
بعد أن تبدو كل قطة مرتاحة لرائحة الأخرى، حان الوقت للسماح لهما بالرؤية دون تلامس:
- استخدم بوابة أطفال أو باباً شبكياً يتيح الرؤية ويمنع الاحتكاك.
- قدّم وجبات لذيذة أو ألعاب التسلية (مثل عصا الريش) على جانبي الحاجز في الوقت نفسه لخلق ارتباط إيجابي.
- أبقِ الجلسات قصيرة (5–10 دقائق) وزدْ مدتها تدريجياً مع مراقبة لغة الجسد.

الخطوة الرابعة: اللقاءات القصيرة الخاضعة للمراقبة
إذا أظهرت القطط سلوكاً ودوداً أو على الأقل حيادياً عبر الحاجز (مثل الشم المتبادل أو اللعب)، يمكنك بدء اللقاءات الفعلية:
- افتح الحاجز لكن اتركه في متناول اليد للفصل سريعاً إذا لزم الأمر.
- اسمح للقطتين بالتجول مع توفير مخارج كثيرة للهرب.
- شغّل جلسة لعب تشتت الانتباه وتضفي جواً إيجابياً.
- انهِ الجلسة في اللحظة التي لا يزال فيها المزاج هادئاً، لا تنتظر حتى يبدأ التوتر.

الخطوة الخامسة: مشاركة المساحة دون إشراف
بعد عدة أيام من اللقاءات الناجحة (دون هسهسة، تقوّس ظهر، أو مطاردة عنيفة)، يمكنك السماح للقطط بالبقاء معاً بحرية أثناء وجودك في المنزل. ارفع مدة المراقبة تدريجياً حتى تشعر بالثقة لتركهما معاً أثناء غيابك.

كيف أُميز بين التقبل والرفض؟
سلوكيات إيجابية
- شم الأنف والوجه المتبادل دون شجارات.
- لعب مطاردة خفيف مع تبادل الأدوار.
- الاسترخاء أو النوم في نفس الغرفة.
- صوت خرخرة أو تغريدات ناعمة.
سلوكيات سلبية تستدعي التراجع
- نفخ وهسهسة مستمرة.
- تثبيت الأذنين للخلف مع اتساع حدقة العين.
- محاولة ضرب أو عض متعمد.
- تقوّس الظهر ونفش الفرو.
نصائح إضافية لتسهيل العملية
التعزيز الإيجابي هو كلمة السر: كافِئ أي تفاعل هادئ أو فضولي بالوجبات الخفيفة أو اللعب.
- استخدم موزعات الفرمونات الاصطناعية (مثل Feliway) لتهدئة الأجواء.
- احرص على جلسات لعب فردية يومية لتفريغ طاقة كل قطة.
- تجنّب الصراخ أو العقاب الجسدي؛ فذلك يزيد العدوانية والخوف.
- حافظ على روتين تغذية ثابت حتى تشعر القطط بالأمان.
متى يجب اللجوء إلى أخصائي سلوك قطط؟
إذا استمر التوتر أو العدوان لأكثر من شهر رغم اتباع كل الخطوات السابقة، أو إذا تسبب أحد القطط في إصابات جسدية للأخرى، لا تتردد في استشارة طبيب بيطري متخصص في سلوك الحيوان أو مدرّب قطط معتمد. قد يصف الطبيب أدوية مضادة للقلق مؤقتاً بالتزامن مع خطة تعديل السلوك.
خاتمة
يستغرق تكوين صداقة بين القطط وقتاً يختلف من أسابيع إلى أشهر، لكن الاستثمار في هذه العملية يضمن بيئة منزلية هادئة وسعيدة على المدى الطويل. بتطبيق الخطوات السابقة برويّة واهتمام، ستمنح قططك فرصة لبناء علاقة قائمة على الثقة بدلاً من التنافس، وستستمتع أنت ببيت يسوده الانسجام.