حصان الداتش درافت: عملاق هادئ بأصولٍ هولندية
يُصنَّف حصان الداتش درافت ضمن أثقل خيول العالم وأقواها بنيةً، ومع ذلك فهو مشهور بطبعٍ لطيف يجعله شريكًا مثاليًّا للأعمال الزراعية والجرّ، وحتى لبرامج العلاج بالفروسية. في هذا الدليل ستتعرّف إلى كل ما تحتاجه حول تاريخه، وسماته الجسدية، وكيفية العناية به، بالإضافة إلى حقائق ممتعة تجعل من هذه السلالة كنزًا حقيقيًّا لعشّاق الخيول.

نظرة سريعة على السلالة
- الطول: 15.2 – 16 أشبار (نحو 155 – 163 سم عند الحارك)
- الوزن: 1٬600 – 2٬000 رطل (725 – 900 كجم)
- الألوان الشائعة: كستنائي، أشقر، أشهب، ونادرًا الأسود
- الشخصية: هادئ، مطيع، صبور
- مجالات الاستخدام: الجرّ الثقيل، العمل الزراعي، سحب العربات، الركوب الترفيهي، العلاج بالفروسية، ونقل الأخشاب
- سلالات شبيهة: البلجيكي، الشاير، البرشيرون
الأصل والتاريخ
بعد الحرب العالمية الأولى احتاج المزارعون الهولنديون إلى حصان قوي يتحمّل حراثة الأراضي الطينية الثقيلة في مقاطعتي زيلاند وخيلدرلاند. قاموا بتهجين الأفراس المحلية مع خيول الأردين والبرابانت البلجيكي، فكانت النتيجة حصان الداتش درافت. بلغ عدد الفحول المسجلة في ثمانينيات القرن الماضي ثمانية فقط، ما جعل السلالة على شفا الانقراض، لكنها تعافت بجهود مربّي الخيول الهولنديين وتزيد أعدادها اليوم عن 1٬500 حصان.

السمات الجسدية المميّزة
بنية ضخمة ومتوازنة
يمتلك الداتش درافت عظامًا عريضة وصدرًا واسعًا مع عضلات كثيفة من الكتف إلى الردف. رقبته مقوّسة ورأسه عريض بعيون طيبة التعبير وأذنين صغيرتين، ما يوحي بهدوء طبعه.

ريش الساقين
من علاماته الفارقة الريش الكثيف حول منطقة العِرقوب والقصبة، الذي يحميه من الطين والبرد لكنه يحتاج إلى تنظيف وتجفيف دوري لمنع التهابات الجلد.

الحوافر
حوافره كبيرة وصلبة لتوزيع وزنه الهائل على الأرض اللينة، إلا أنها عرضة للإصابة إن لم تُقَلَّم بانتظام.
الطبع والمزاج
يُطلَق على الداتش درافت لقب «العملاق الهادئ» بجدارة؛ فهو مستجيب للتدريب، صبور مع المبتدئين، وغير متقلب المزاج. هذا المزيج من القوة والوداعة يجعله خيارًا رائعًا لبرامج العلاج بالفروسية ونزهات العائلة.
الرعاية اليومية للحصان
التغذية
يحتاج الحصان البالغ إلى 1.5–2% من وزنه يوميًّا من الألياف (تبن أو علف أخضر). لحجمه الكبير قد يتطلب 35–40 رطلاً من التبن عالي الجودة. احرص على تقسيم الوجبات لتفادي المغص، ووفّر مكملات معدنية غنيّة بالسيلينيوم والفيتامين E خصوصًا إذا كان يعيش في مراعي فقيرة.
العناية بالحوافر والريش
تقليم الحوافر كل 6–8 أسابيع ضرورة لا رفاهية، ومن الحكمة رشّ الريش بمحلول مطهّر طبيعي بعد الغسل لتجنّب التهاب الجلد الطيني. يُستحسن تجفيف الشعر جيدًا بمنشفة للحيلولة دون نمو الفطريات.

التمارين والنشاط
على الرغم من بنيته الجبّارة، لا يتمتع الداتش درافت بطاقة عالية كخيول السرج الخفيفة. تكفي جلسة عمل معتدلة من 30–45 دقيقة أربع مرات أسبوعيًّا. يمكن إشراكه في جرّ العربات، أعمال الغابة، أو نزهات الركوب الهادئة، مع مراعاة أنك ستحتاج إلى سرج وحزام جرّ مصمَّمَيْن خصيصًا لخيول الجر الثقيلة.

الصحة والأمراض الشائعة
- الوذمة اللمفاوية التقدّمية المزمنة (CPL): تورّم تدريجي في الأطراف السفلية بسبب انسداد الأوعية اللمفاوية.
- التهاب جلد العرقوب (Mud Fever): التهاب جلدي رطب يتفاقم في البيئات الطينية.
- متلازمة الرعشات (Shivers): اضطراب عصبي يسبّب ارتعاشًا أو رفعًا لا إراديًّا للأرجل الخلفية أثناء الوقوف.
- مشاكل التمثيل الغذائي والسمنة: بسبب قابليته لتخزين الدهون إذا لم يُراقَب نظامه الغذائي والنشاطي.
يقلّ خطر الإصابة بالمغص المعوي مقارنةً بالخيول الخفيفة، لكنه ليس معدومًا. يُفضَّل إجراء فحص بيطري شامل مرتين سنويًّا على الأقل.
حقائق ممتعة عن الداتش درافت
- يُعتبر واحدًا من أقل سلالات الجر انتشارًا؛ إذ ما زال مصنَّفًا كسلالة نادرة.
- تبدو خطواته واسعة ومرنة مقارنةً بكتلته الضخمة، ما يجعل مشاهدته في عروض الجرّ مشوقة.
- يتكيف جيدًا مع الطقس البارد والرطب بفضل فروه السميك وريشه الواقي.
هل يناسبك اقتناء حصان داتش درافت؟
إن كنت تبحث عن حصان قادر على العمل الشاق، هادئ الطباع، ويوفر تجربة ركوب مريحة، فالداتش درافت خيار ممتاز. ومع ذلك عليك حساب التكاليف الإضافية للأعلاف، والحدّادة، والمعدات المتخصّصة لخيول الجر. إذا وفّرت له المساحة الكافية والحب والاهتمام، سيُكافئك هذا العملاق الوديع بعلاقة متينة تدوم سنوات.
نصيحة الخبراء: ضع جدولاً ثابتًا للفحوصات البيطرية والعناية بالحوافر، ولا تهمل تمرين الحصان حتى في غير موسم العمل لتجنّب السمنة.