الخراج في حافر الحصان: دليل شامل للأعراض، العلاج والوقاية
يُعَدّ خراج الحافر أحد أكثر أسباب العرج شيوعًا وفجائية في الخيول. قد يستيقظ الحصان في حالة طبيعية تمامًا، ثم يصبح غير قادر على تحمُّل وزنه على الطرف المصاب خلال ساعات قليلة. في السطور التالية، ستتعرف على كل ما تحتاج لمعرفته حول هذه المشكلة الصحية الشائعة، بداية من الأسباب وحتى سُبُل الوقاية.

ما هو خراج الحافر؟
الخراج هو جيب صغير من القيح يتكوّن داخل الحافر نتيجة لدخول البكتيريا أو الأجسام الغريبة بين جدار الحافر والنعال. يتسبب تراكم الضغط داخل هذا الجيب في ألم شديد، فيظهر العرج عادةً بصورة مفاجئة وملحوظة.
أسباب خراجات الحافر
- تعرض الحافر لكدمات أو رضوض على أرض صلبة أو صخرية.
- اختراق أجسام حادة مثل المسامير أو الشظايا.
- دخول البكتيريا عبر الشقوق الدقيقة أو الثقوب القديمة في الحافر.
- التغيرات البيئية الحادة (التنقُّل بين بيئات شديدة البلل ثم الجفاف).
- الاهتمام الضعيف بتقليم الحافر أو تركيب حدوات غير مناسبة.
- اختلال التوازن الغذائي الذي يؤثر على قوة وجودة جدار الحافر.
علامات وأعراض خراج الحافر
تنبِّهك الأعراض التالية عادة إلى احتمال وجود خراج:
- عرج مفاجئ قد يصل إلى رفع الحصان للطرف المصاب عن الأرض بالكامل.
- حرارة ملحوظة في الحافر عند اللمس.
- نبض رقعي قوي في الشريان الرقمي.
- تورُّم طفيف في منطقة المفصل الرسغي أو مفصل الساق إذا امتد الالتهاب.
- حساسية مفرطة عند استخدام “أداة اختبار الحافر”.

تشخيص خراج الحافر
الفحص السريري
يبدأ الطبيب البيطري أو الحدّاد باختبار الحافر باستخدام “هوف تيستر” لتحديد موقع الألم الأشد. غالبًا ما تظهر نقطة ضغط مركزية تشير إلى موضع الخراج.
التخدير الموضعي (حصر الأعصاب)
إذا كان الألم منتشرًا أو غامضًا، قد يستخدم الطبيب حقنًا مخدِّرة حول الأعصاب لفصل المناطق المختلفة وتحديد مكان الخراج بدقة.
الأشعة السينية
قد تُستخدَم الأشعة X لتأكيد وجود الخراج أو استبعاد مضاعفات أعمق مثل إصابة العظم أو المفصل القُربِي.

خيارات العلاج
فتح وتصريف الخراج
بمجرد تحديد الموقع، يقوم الطبيب بحفر صغير في النعل لتصريف القيح. يُعَدّ السماح للقيح بالخروج أهم خطوة لتخفيف الألم الفوري.
النقع والضمادات
يُنصَح بنقع الحافر في ماء دافئ مع ملح إبسوم لتطهير المنطقة وتشجيع التصريف المتبقي، ثم يوضَع ضماد مشبع بمحلول مطهِّر للحفاظ على نظافة الجرح.

الأدوية والدعم الإضافي
- مسكنات الألم (مثل الفينيلبيوتازون) لتقليل الانزعاج.
- مضادات حيوية موضعية أو عامة عند الحاجة.
- لقاح الكزاز إذا كان الحصان غير مُحصَّن بالكامل.
رعاية ما بعد العلاج والتعافي
عادةً ما يشعر الحصان براحة ملحوظة بعد التصريف، لكن الرعاية اللاحقة حاسمة لمنع عودة العدوى:
- تغيير الضمادات بانتظام كل 24 ساعة أو حسب إرشادات الطبيب.
- إبقاء الحصان في بيئة نظيفة وجافة.
- العودة التدريجية للنشاط بعد التأكد من التئام النعل تمامًا.

المضاعفات المحتملة
على الرغم من أن الخراجات تُشفَى سريعًا عادةً، إلا أنّ إهمال العلاج قد يؤدي إلى:
انتشار العدوى إلى العظم (التهاب العظم)، أو اختراقها للمفصل (عدوى مفصلية)، وهو ما يستلزم تدخلاً جراحيًا أوسع ومضادات حيوية طويلة الأمد.
سبل الوقاية
الوقاية دائمًا أفضل من العلاج، ويمكنك تقليل خطر خراجات الحافر عبر:
- جدولة جلسات تقليم منتظمة (كل 4–6 أسابيع).
- اختيار حدوات تناسب أقدام الحصان وحالته الرياضية.
- الإبقاء على أرضية الحظيرة جافة باستخدام فرشة نظيفة جيدة التصريف.
- تفقد الحوافر يوميًا وإزالة الأحجار والأجسام الغريبة.
- إدارة وزن الحصان وتقديم غذاء متوازن غني بالمعادن.

متى يجب استدعاء الطبيب البيطري؟
إذا لاحظت عرجًا حادًا، حرارة في الحافر أو عدم استجابة للعلاج المنزلي خلال 24 ساعة، اتصل بطبيبك البيطري فورًا لتجنب المضاعفات الخطيرة.
أسئلة شائعة
هل يمكن للحصان أن يعود للعمل بعد الخراج مباشرة؟
يستطيع الكثير من الخيول العودة لنشاطها الطبيعي خلال أسبوع، لكن يجب التأكد من التئام النعل وغياب الألم تمامًا.
هل الخراج معدٍ للخيول الأخرى؟
لا، فهو عدوى موضعية داخل الحافر ولا ينتقل بين الخيول، لكن ظروف الحظيرة غير النظيفة قد تجعل أكثر من حصان عرضة للإصابة.
هل المضادات الحيوية ضرورية دائمًا؟
ليست ضرورية في جميع الحالات، فالتصريف والتنظيف غالبًا يكفيان. تُوصَف المضادات فقط إذا كانت العدوى متقدمة أو هناك مخاطر أخرى.
باتباع الخطوات الوقائية والعلاجية الصحيحة، يمكنك الحفاظ على صحة حوافر خيلك وضمان أدائه الأمثل بلا آلام.