الحماض الاستقلابي لدى القطط: دليل شامل لفهم الحالة وأفضل طرق العلاج
الحماض الاستقلابي هو حالة طبية خطيرة يهبط فيها مستوى الأس الهيدروجيني (pH) في دم القطة بشكل ملحوظ نتيجة تراكم الأحماض أو فقدان البيكربونات، ما يؤدي إلى اضطراب توازن الأحماض والقواعد في الجسم. إذا تُرك الحماض الاستقلابي دون علاج، فقد يهدد حياة قطتك. في هذا الدليل المفصّل، سنستعرض كل ما تحتاج إلى معرفته، من الأسباب والأعراض وحتى التشخيص وخيارات العلاج والرعاية اللاحقة.
ما هو الحماض الاستقلابي؟
تتمتع أجسام القطط بنظام منظم بدقة للحفاظ على توازن الأس الهيدروجيني بين 7.35 و7.45. عند حدوث الحماض الاستقلابي ينخفض الأس الهيدروجيني إلى أقل من 7.35، ما يعكس تخزيناً زائداً للأحماض أو نقصاً في مادة البيكربونات القاعدية.
كيف يحدث الخلل؟
- زيادة إنتاج الأحماض: كما في الحماض الكيتوني السكري أو التسمم بالإيثيلين غليكول.
- انخفاض قدرة الكلى على الإطراح: الفشل الكلوي المزمن أو الحاد.
- فقدان البيكربونات: إسهال حاد أو فشل كلوي أنبوبي.

الأسباب الأكثر شيوعاً
هناك مجموعة واسعة من الاضطرابات التي قد تؤدي إلى الحماض الاستقلابي لدى القطط:
- الحماض الكيتوني السكري: ارتفاع أجسام الكيتون الحمضية بسبب عدم ضبط السكري.
- التسمم (مثل الإيثيلين غليكول): المنتج الموجود في مانع التجمد يشكّل حماضاً شديد السمية.
- الفشل الكلوي: الكلى غير القادرة على التخلص من الأحماض الزائدة.
- الصدمة أو ضعف التروية: يؤدي إلى تراكم حمض اللاكتيك.
- ابتلاع الأدوية (الأسبرين أو الميثانول): قد يبطل توازن الأحماض.
- إسهال مزمن شديد: يطرح البيكربونات خارج الجسم.
الأعراض والعلامات السريرية
قد تظهر الأعراض فجأة أو تتطور تدريجياً بحسب شدة الخلل والسبب الكامن:
- سرعة أو صعوبة في التنفس (تنفس كوسمال العميق)
- خمول واكتئاب واضح
- قيء أو فقدان الشهية
- عدم اتزان أو ارتعاش عضلي
- نبض ضعيف أو غير منتظم
- انخفاض درجة حرارة الجسم في المراحل المتأخرة

كيف يتم التشخيص؟
عند الاشتباه بالحماض الاستقلابي، سيعتمد الطبيب البيطري على مجموعة من الاختبارات:
1. اختبارات الدم
يقوم الطبيب بقياس مستوى الغازات في الدم (ABG)، بما في ذلك الأس الهيدروجيني، وبيكربونات البلازما، وثاني أكسيد الكربون. انخفاض البيكربونات وارتفاع الفجوة الأنيونية يُعد دليلاً قاطعاً.
2. تحاليل البول
للكشف عن أجسام الكيتون، مؤشرات وظائف الكلى، ومستويات الإلكتروليت.
3. فحوصات إضافية
- قياس مستوى الجلوكوز للكشف عن السكري
- تحاليل إنزيمات الكبد والكلى
- صورة أشعة أو سونار للكلى والمثانة إذا لزم الأمر
كل دقيقة مهمة: كلما كان التشخيص والعلاج أسرع، زادت فرص التعافي الكامل.
العلاج وخيارات التدخل

يعتمد العلاج على شدة الحماض والسبب الأساسي، وغالباً ما يتضمن:
1. العلاج بالسوائل الوريدية
استخدام محلول لاكتات رينغر أو محلول ملحي مع بيكربونات الصوديوم لتصحيح الأس الهيدروجيني وتعويض الإلكتروليتات.
2. بيكربونات الصوديوم الوريدية
تُعطى بحذر شديد وفق معايير دقيقة لتجنب التحول السريع إلى قلاء استقلابي.
3. معالجة السبب الكامن
- السكري: جرعات إنسولين منتظمة ومراقبة الجلوكوز.
- الفشل الكلوي: بروتوكولات دعم كلوي، غسيل كلوي في الحالات القصوى.
- التسمم: إعطاء ترياق مثل الفوربيزول لعلاج تسمم الإيثيلين غليكول.
4. دعم التنفس
قد يحتاج بعض المرضى إلى أكسجين إضافي أو تهوية اصطناعية في الحالات الحرجة.

الرعاية المنزلية والمتابعة
- إعطاء الأدوية في مواعيدها بدقة وفق إرشادات الطبيب.
- مراقبة تناول الطعام والشراب، والإبلاغ عن أي تغيّر في الشهية.
- إعادة فحص الدم والبول بشكل دوري لقياس الأس الهيدروجيني ومستوى البيكربونات.
- توفير مكان دافئ وهادئ للقط أثناء التعافي.
- متابعة قياس الجلوكوز المنزلي إذا كان السبب متعلّقاً بالسكري.
الوقاية: هل يمكن تجنّب الحماض الاستقلابي؟
في حين أن بعض الأسباب مثل الفشل الكلوي لا يمكن منعها دائماً، يمكنك تقليل المخاطر عبر:
- فحوصات بيطرية سنوية شاملة لاكتشاف أي اضطرابات في بدايتها.
- منع القطة من الوصول إلى المواد السامة مثل مانع التجمد أو الأدوية البشرية.
- التحكم الصارم في داء السكري تحت إشراف بيطري.
- توفير نظام غذائي متوازن يدعم صحة الكلى.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري على الفور؟
استشر الطبيب فوراً إذا لاحظت أيّاً مما يلي:
- تسرّع أو صعوبة في التنفس
- قيء متكرر أو خمول شديد
- تغيرات حادة في السلوك أو فقدان الوعي
- تأرجح مستويات السكر أو ظهور أعراض التسمم
أسئلة شائعة
كم من الوقت يستغرق تعافي القطة من الحماض الاستقلابي؟
يعتمد ذلك على السبب الكامن وسرعة التدخل. في الحالات البسيطة قد تستجيب القطة خلال 24–48 ساعة، بينما تتطلب الحالات الشديدة أو المرتبطة بالفشل الكلوي وقتاً أطول ومتابعة مكثفة.
هل يمكن للقطة أن تُصاب بحماض استقلابي أكثر من مرة؟
نعم، إذا استمرت الحالة المسببة أو لم يتم التحكم بها بشكل صحيح، كما في السكري أو أمراض الكلى المزمنة.
في الختام، يعد الحماض الاستقلابي حالة تستدعي تدخلاً بيطرياً سريعاً ودقيقاً. من خلال الفهم العميق للأسباب والعلامات واتباع بروتوكولات العلاج والرعاية المنزلية الموصى بها، يمكنك حماية قطتك ومنحها فرصة أفضل لحياة صحية.
المراجع
- سمير الأسود. “الحماض الكيتوني السكري وعلاقته بالحماض الاستقلابي.” , 2021-06-30. www.ncbi.nlm.nih.gov
- فاطمة الزهراء. “نصائح لوقاية القطط من الحماض الاستقلابي.” , 2023-01-05. www.pethealthnetwork.com
- سامين النعيمي. “الآثار الجانبية لعلاج الحماض الاستقلابي.” , 2021-08-21. www.felineliving.net