الجرب عند القطط: دليل شامل للأعراض والأسباب وطرق العلاج والوقاية

يُعَدّ الجرب واحدًا من أكثر المشكلات الجلدية إزعاجًا للقطط رغم أنه أقل شيوعًا مما هو عليه لدى الكلاب. يسببه غزو طفيليات حفرية تُعرف بسوس الجلد، والتي تتغذى على الزيوت وخلايا الجلد، مسبِّبةً حكة شديدة وسقوطًا للشعر وتشققات جلدية قد تؤدي إلى التهابات ثانوية. في هذا الدليل ستجد كل ما تحتاج إلى معرفته عن هذه الحالة بدءًا من الأسباب وأنواع السوس ووصولًا إلى أحدث طرق العلاج والوقاية.
ما هو الجرب عند القطط؟
الجرب هو عدوى طفيلية سطحية يسببها نوع أو أكثر من سوس الجلد (Mites)، حيث تحفر هذه الكائنات المجهرية في الطبقات الخارجية أو بصيلات الشعر محدثةً تهيجًا شديدًا. تتكاثر السوس بسرعة، ما يجعل التشخيص والعلاج المبكرين ضروريين لمنع المضاعفات والعدوى البكتيرية الثانوية.
أنواع الجرب التي تصيب القطط
توجد عدة أنواع من السوس قد تصيب القطط، ويختلف كل نوع من حيث موقع العدوى وشدتها واستجابة القط للعلاج.
جرب نو تويد (Notoedric Mange)
يُعرف أيضًا باسم “جرب الرأس”، ويُعَدّ الأكثر شيوعًا في القطط. يبدأ عادةً حول الأذنين والوجه ثم ينتشر إلى باقي أنحاء الجسم.
جرب ساركوبيك (Sarcoptic Mange)
يُصاب به القط نتيجة انتقال العدوى من الكلاب أو الحياة البرية. يتميز بحكة شديدة للغاية وقد يسبب جروحًا ذات قشور سميكة.
جرب ديموديكس (Demodectic Mange)
تعيش سوس Demodex طبيعيًّا في بصيلات الشعر بأعداد صغيرة، لكن خلل الجهاز المناعي يسمح بتكاثرها بشكل مفرط مسبِّبًا فقدانًا للشعر وبثورًا جلدية.
جرب الأذن (Otodectic Mange)
تستوطن سوس Otodectes cynotis قناة أذن القط، ما يؤدي إلى إفرازات داكنة مميزة وهزّ الرأس المستمر.

كيف ينتقل الجرب؟
- التلامس المباشر مع قط أو كلب مُصاب.
- مشاركة الفُرُش والألعاب وأدوات العناية.
- التعرّض للحياة البرية (ثعالب، قنافذ) في البيئات الخارجية.
- ضعف الجهاز المناعي أو سوء التغذية يزيد خطر العدوى.
أعراض الجرب عند القطط

- حكة شديدة تؤدي إلى خدش مستمر.
- فقدان شعر غير متناسق وبقع صلعاء.
- قشور صفراء أو رمادية سميكة على الجلد.
- احمرار والتهاب ودفء في المناطق المصابة.
- آفات جلدية صغيرة قد تتقيّح لاحقًا.
- إفرازات داكنة أو كريهة الرائحة من الأذنين (في حالات جرب الأذن).
- خمول أو فقدان شهية نتيجة الانزعاج المستمر.
متى عليك زيارة الطبيب البيطري؟
إن لاحظتَ أيًّا من الأعراض السابقة لأكثر من 48 ساعة أو تفاقمَتْ بسرعة، فحدِّد موعدًا فوريًّا مع طبيبك البيطري. التشخيص والعلاج المبكران يسهمان في تقليل مدة المرض ومنع انتقاله إلى حيوانات أو أشخاص آخرين في المنزل.
تشخيص الجرب

- الفحص السريري: يبدأ الطبيب بفحص الجلد والأذنين بحثًا عن قشور وقرح وفقدان شعر.
- كشط الجلد (Skin Scraping): تؤخذ عينة سطحية تُفحَص تحت المجهر لاكتشاف السوس أو بيضه.
- فحص شمع الأذن: في حالات جرب الأذن تُستخدَم عينة الأذن لتأكيد نوع الطفيل.
- اختبارات إضافية: قد يلجأ الطبيب إلى تلوين العينات أو استخدام اختبارات PCR في الحالات المعقدة.
خيارات العلاج البيطري
تختلف الخطة العلاجية حسب نوع الجرب وشدة الحالة، وتشمل عادةً:
- العلاجات الموضعية: شامبو أو صبغات طبية تحتوي على selamectin أو moxidectin.
- الأدوية الفموية أو الحقن: مثل ivermectin أو fluralaner في الحالات المتقدمة.
- علاج الأذن: تنظيف الأذن وتطبيق قطرات مضادة للطفيليات.
- المضادات الحيوية: لعلاج العدوى البكتيرية الثانوية إذا وُجدت.
- مكملات مناعية وأحماض دهنية: لتعزيز صحة الجلد وتسريع الشفاء.
العناية المنزلية وإدارة البيئة

- عزل القط المصاب حتى انتهاء فترة العلاج المقررة.
- غسل الأغطية والألعاب والأسرّة بالماء الساخن وتجفيفها بدرجة حرارة عالية.
- تنظيف المنزل بالمكنسة الكهربائية بانتظام والتخلّص الفوري من كيس الغبار.
- تعقيم الأسطح والفرش باستخدام مطهرات آمنة للحيوانات.
- إزالة البراغيث والطفيليات الأخرى لتقليل تهيج الجلد.
الوقاية

الوقاية دائمًا أسهل وأقل تكلفة من العلاج. اتبع النصائح التالية:
- استخدم منتجات موضعية وقائية مضادة للطفيليات شهريًّا.
- أجرِ فحوصات جلدية وروتينية لدى الطبيب البيطري مرتين سنويًّا.
- أبقِ قطك داخل المنزل أو في بيئة خارجية خاضعة للمراقبة.
- تجنّب تواصل قطك مع حيوانات مصابة أو مجهولة التاريخ الصحي.
هل ينتقل الجرب إلى البشر أو الحيوانات الأخرى؟

يمكن أن يسبب السوس حكة عابرة لدى البشر تُعرَف باسم scabies pseudoparasitosis، لكنها غالبًا ما تختفي بمجرد علاج الحيوان المصاب. على الرغم من أن العدوى البشرية نادرة، فإن الأطفال والأشخاص ضعيفي المناعة أكثر عرضة للتهيج. كذلك، قد تنتقل بعض أنواع السوس إلى الكلاب أو الأرانب، ما يستدعي فحص باقي حيوانات المنزل إذا شُخِّص قط واحد بالجرب.
ملحوظة مهمة: لا تستخدم أدوية الكلاب للقطط دون استشارة الطبيب البيطري؛ إذ قد تكون بعض التركيبات سامة للقطط.
الخلاصة
على الرغم من أن الجرب ليس من الأمراض الشائعة بين القطط، فإن تأثيره على جودة حياة الحيوان كبير إذا تُرِك دون علاج. الفحص البيطري السريع، متبوعًا بخطة علاجية متكاملة وعناية منزلية دقيقة، يضمن تعافيًا تامًّا ويمنع تكرار الإصابة. واحرص دائمًا على برامج الوقاية الدورية للحفاظ على صحة قطك وراحة أفراد أسرتك.
هل لديك أسئلة إضافية حول صحة جلد قطك؟ شاركنا في التعليقات وسنكون سعداء بالإجابة!
المراجع
- بيت الطب البيطري. “عدوى السوس في القطط: الأعراض والعلاج.” , 2020. www.veterinarypartner.com