التهاب الصِّفاق لدى القطط: الدليل الشامل للأعراض، التشخيص، والعلاج
سواء كنت تقتني قطاً واحداً في المنزل أو تدير ملجأً كاملاً، قد يكون التهاب الصِّفاق (Peritonitis) من أكثر المشكلات الطبية خطورة وإثارة للقلق. فالتشخيص المبكر والتدخّل العلاجي السريع يُحدثان فرقاً شاسعاً في معدّل البقاء على قيد الحياة. يهدف هذا المقال إلى تزويدك بكل ما تحتاجه من معلومات لفهم المرض، واكتشاف علاماته، ومعرفة آلية التدخّل الطبي والرعاية المنزلية.
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:

ما هو التهاب الصِّفاق؟
التهاب الصِّفاق هو التهاب يصيب الغشاء البريتوني الرقيق الذي يغلِّف تجويف البطن ويُحيط بالأعضاء الداخلية مثل المعدة، الأمعاء، المثانة، والكبد. عند تعرُّض هذا الغشاء للتهيج نتيجة عدوى بكتيرية أو إصابة نافذة أو تسريب محتويات معوية، يتشكَّل ردّ فعل التهابي قد يهدد حياة القط إذا لم يُعالج فوراً.
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:
الأسباب الشائعة لالتهاب الصِّفاق لدى القطط
- ثَقْب أو تمزّق في الأمعاء نتيجة ابتلاع جسم غريب أو انسداد معوي.
- جروح نافذة أو عضّات تُدخل الجراثيم مباشرة إلى التجويف البطني.
- انفجار المثانة أو تسريب بولي إلى التجويف البطني.
- تسرُّب الصفراء بعد تمزُّق المرارة.
- مضاعفات جراحية، خصوصاً بعد عمليات التعقيم أو استئصال الأعضاء.
- انتقال العدوى عبر الدم إلى البريتون (أقل شيوعاً).
عوامل الخطر
- القطط الصغيرة أو المتقدّمة في السن ذات المناعة الضعيفة.
- الحياة في بيئة مليئة بالقطط حيث يزداد احتمال الشجارات والعضّ.
- التاريخ المرضي للجراحات البطنية الحديثة.
- تناول أجسام غريبة بسبب اللعب بخيوط أو قطع بلاستيكية.
أعراض التهاب الصِّفاق عند القطط
- خمول شديد وفقدان الشهية.
- قيء متكرّر أو رغبة في القيء.
- ألم أو تورُّم واضح في البطن؛ غالباً يتخذ القط وضعية الانكماش.
- ارتفاع درجة الحرارة أو انخفاضها بشكل غير طبيعي.
- إسهال قد يصاحبه دم.
- جفاف حاد وظهور لثّة شاحبة.
- صعوبة في التنفس إذا تراكمت سوائل في التجويف الصدري.
- علامات صدمة مثل تسارع نبض القلب وبرودة الأطراف.

كيف يشخّص الطبيب البيطري التهاب الصِّفاق؟
يبدأ التشخيص بأخذ تاريخ مرضي شامل وفحص بدني دقيق، مع التركيز على موضع الألم البطني، مؤشّرات الجفاف، وحرارة الجسم.
الفحوصات المخبرية
- صورة دم كاملة (CBC): للكشف عن ارتفاع الكريات البيضاء أو فقر الدم.
- كيمياء الدم: لتقييم وظائف الكبد والكلى ومستوى البروتينات.
- تحليل غازات الدم: لمعرفة درجة حموضة الدم (pH) ومستوى الأكسجين وثاني أكسيد الكربون.
- فحص سائل البطن (abdominocentesis): إذ يُسحب السائل لتحليل الخلايا، مستوى البروتين، وعمل مزرعة جرثومية.
الفحوصات التصويرية
- الأشعة السينية (X-Ray): للكشف عن وجود هواء حر أو أجسام غريبة.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound): لتحديد تجمع السوائل، وتقييم سلامة الأعضاء.
- التصوير المقطعي (CT) في الحالات المعقّدة: لرؤية تفصيلية عالية الدقّة.

خطة العلاج وإدارة الحالة
- إنعاش السوائل ومواجهة الصدمة: محلول رينغر باللاكتات أو سوائل أخرى عن طريق الوريد للحفاظ على ضغط الدم.
- مضادات حيوية واسعة الطيف: مثل السيفوفوكسيمين أو الأمبيسيلين مع ميترونيدازول، تبدأ قبل الجراحة بوقت كافٍ.
- الجراحة: تهدف إلى سدّ الثقوب، إزالة الأجسام الغريبة، وغَسْل التجويف البطني بمحلول دافئ متعقّم.
- تسكين الألم والرعاية الداعمة: أفيونات خفيفة أو مضادات التهاب غير ستيرويدية وفق توصية الطبيب.
- تصريف السوائل: تركيب قسطرة بطنية أو أنبوب تصريف لتجنّب تراكم جديد للسوائل الملوثة.

⚠️ نصيحة اختصاصي: “كل ساعة تأخير في تقديم الرعاية البيطرية قد تُضاعف خطر الوفاة. لا تنتظر حتى تتفاقم الأعراض.”
الرعاية المنزلية والمتابعة
بعد الخروج من المستشفى، يحتاج القط إلى:
- بيئة هادئة ودافئة بعيداً عن الحيوانات الأخرى.
- تقديم وجبات صغيرة سهلة الهضم، أو تغذية أنبوبية إذا لزم الأمر.
- متابعة حرارة الجسم مرتين يومياً.
- الالتزام الصارم بالجرعات الدوائية (مضادات حيوية/مسكنات).
- مراقبة موضع الجرح والتواصل مع الطبيب عند ملاحظة احمرار أو إفرازات.
- فحص دوري لوظائف الكبد والكلى وفق جدول يحدده الطبيب.

الوقاية وتقليل عوامل الخطورة
- إبقاء القطط داخل المنزل لتقليل الإصابات والجروح النافذة.
- إبعاد الخيوط والأجسام الصغيرة التي قد تُبتلع.
- التعقيم أو الإخصاء في عيادات بيطرية موثوقة للحد من مضاعفات ما بعد الجراحة.
- علاج أي عدوى أو إسهال حاد بسرعة قبل تفاقمها.
- الحرص على مواعيد الفحوصات الدورية، خاصة للقطط الكبيرة في السن.
متى يجب الاتصال بالطبيب البيطري فوراً؟
إذا لاحظت انتفاخاً سريعاً في البطن، أو صعوبة في التنفس، أو قيئاً مستمراً، أو خمولاً يمنع القط من الوقوف، فهذه علامات طارئة تستدعي التدخّل الفوري.
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:
الأسئلة الشائعة
هل التهاب الصِّفاق هو نفسه التهاب الصِّفاق الفيروسي (FIP)؟
كلا، الـFIP سببه فيروس كورونا القطط ويُعد مرضاً جهازياً مختلفاً. التهاب الصِّفاق غير الفيروسي ينتج غالباً عن البكتيريا أو الإصابات النافذة.
ما مدة العلاج المتوقعة؟
يعتمد ذلك على سبب الالتهاب وشدة الحالة. غالباً ما تتطلّب الحالات الحادة إقامة في المستشفى من 3–7 أيام، تليها رعاية منزلية قد تمتد لأسابيع.
هل يمكن أن يتكرر المرض؟
إذا أُزيل السبب الجذري وعولجت العدوى تماماً، فإن احتمال التكرار ضعيف. لكن الفشل في التئام الجرح أو وجود أمراض مزمنة قد يزيد من خطر الانتكاس.
تنويه: المعلومات الواردة هنا لأغراض تثقيفية، ولا تُغني عن الاستشارة البيطرية المتخصصة عند ظهور أي مشكلة صحية لقطك.
المراجع
- جون سميث. “مرض التهاب الصفاق عند القطط: الأسباب والعلاجات..” , 2022-05-10. www.acvim.org








