التهاب الرحم عند الشنشيلة: دليل شامل للتشخيص، العلاج والوقاية
يُعَدّ التهاب الرحم (Metritis) أحد أخطر المشكلات الصحية التي قد تواجه إناث الشنشيلة، خصوصاً بعد الولادة. وهو التهاب بكتيري يصيب الطبقة المخاطية لجدار الرحم، وقد يتطوّر بسرعة إذا لم يُكتشَف ويُعالَج مبكرًا. في هذا الدليل التفصيلي، نستعرض كل ما تحتاج معرفته حول هذه الحالة: من التعريف والأسباب إلى التشخيص، وخيارات العلاج، وأساليب الوقاية.
ما هو التهاب الرحم (Metritis)؟
التهاب الرحم هو التهاب حاد يُصيب بطانة الرحم نتيجة وجود عدوى بكتيرية، غالبًا ما تحدث بعد الولادة أو الإجهاض. إذا تُرك دون علاج، فقد ينتشر إلى مجرى الدم مسبِّبًا تسمّمًا قد يُهدِّد حياة الأنثى.
كيف يتطوّر المرض؟
بعد الولادة مباشرةً، يبقى عنق الرحم مفتوحًا نسبيًّا لعدّة ساعات أو أيام، ما يسمح للبكتيريا الموجودة في البيئة أو على الفراش أو حتى على فرو الأم بالدخول إلى الرحم. عند توافر الظروف المناسبة—مثل الرطوبة أو الاحتفاظ بالمشيمة داخل الرحم—تتضاعف البكتيريا بسرعة مسببةً التهابًا حادًّا.
الأعراض والعلامات السريرية
يمكن ملاحظة الأعراض التالية خلال ساعات أو أيام من الولادة:
- إفرازات مهبلية قيحية أو دموية ذات رائحة كريهة
- ارتفاع درجة حرارة الجسم (حمّى)
- خمول وفقدان عام للطاقة
- انخفاض الشهية وفقدان الوزن
- التنفس السريع أو اللهاث
- العطش الزائد والجفاف
- إهمال الصغار أو رفض الرضاعة

الأسباب وعوامل الخطر
- ظروف الولادة غير المعقمة: الفراش المتسخ أو الأدوات الملوثة.
- احتباس المشيمة أو جنين ميت: بقايا أنسجة داخل الرحم تشكّل بيئة مثالية للبكتيريا.
- عسر الولادة: المخاض الطويل أو التدخل اليدوي غير السليم.
- ضعف المناعة: نقص التغذية أو الإجهاد الشديد قبل الولادة.
- التزاوج المتكرر: يرفع احتمال الإصابات التناسلية.
تشخيص التهاب الرحم عند الشنشيلة
يبدأ الطبيب البيطري بجمع التاريخ المرضي الدقيق للحمل والولادة، ثم يباشر بالفحص السريري. تشمل أدوات التشخيص الشائعة:
- الفحص البدني: تحسس البطن للبحث عن تضخم الرحم أو وجود سوائل.
- الفحص بالموجات فوق الصوتية: لرؤية سماكة جدار الرحم أو تجمّع السوائل.
- الأشعة السينية (X-ray): للكشف عن بقايا مشيمة أو أجنة ميتة.
- تحليل الدم: لتقييم تعداد كريات الدم البيضاء ومؤشرات الالتهاب.
- مسحة مهبلية: لتحديد نوع البكتيريا واختبار حساسية المضادات الحيوية.

خيارات العلاج
يعتمد بروتوكول العلاج على شدة الحالة وعمر الأنثى وحالتها الإنجابية المستقبلية:
1. العلاج الدوائي
- مضادات حيوية واسعة الطيف: مثل Enrofloxacin أو Trimethoprim–Sulfa بجرعات يحددها الطبيب.
- حقن أوكسيتوسين: لتحفيز تقلصات الرحم وطرد البقايا العالقة.
- العلاج بالسوائل: لتصحيح الجفاف واستعادة التوازن الكهربي.
- مضادات التهابات غير ستيرويدية: لتخفيف الألم وتقليل الالتهاب.
2. التدخل الجراحي
إذا لم تستجب الشنشيلة للمضادات الحيوية أو في حال وجود تمزق بالرحم، قد يقترح الطبيب استئصال الرحم والمبيضين (Ovariohysterectomy). تُعد هذه الخطوة نهائيّة ولكنها تنقذ حياة الحيوان.
3. الرعاية الداعمة
- الحفاظ على درجة حرارة الجسم باستخدام بطانيات دافئة.
- تغذية قسرية إن لزم الأمر باستخدام محاليل مُدَعَّمة بالألياف.
- مراقبة العلامات الحيوية كل 4–6 ساعات.

نصيحة سريعة: جودة الفراش والنظافة اليومية للقفص قد تُجنّبك 80٪ من أمراض الجهاز التناسلي لدى الشنشيلة.
الرعاية المنزلية والمتابعة
بعد العودة إلى المنزل، يجب الانتباه إلى ما يلي:
- تنظيف القفص وتغيير الفراش يوميًّا لتجنّب تكرار العدوى.
- إعطاء الأدوية في مواعيدها الكاملة، حتى لو تحسّنت الأنثى.
- مراقبة الإفرازات المهبلية ولون البول.
- التأكد من تناول الأنثى للطعام وشربها للماء بصورة طبيعية.
- تحديد زيارة متابعة للطبيب البيطري خلال 7–10 أيام.
الوقاية: كيف تحمي أنثى الشنشيلة لديك؟
الوقاية دائمًا خير من العلاج. إليك بعض الإرشادات المهمة:
- اعتماد نظام غذائي متوازن غني بالألياف وفيتامين C لدعم المناعة.
- التقليل من التزاوج المتكرر وإعطاء الأنثى فترة راحة بين الولادات.
- الحفاظ على قفص جاف ونظيف، واستبدال الفراش بمواد ماصة وخالية من الغبار.
- عزل الإناث الحوامل في قفص خاص قبل الولادة بأسبوعين.
- استدعاء الطبيب البيطري فور ملاحظة أي صعوبة في الولادة أو إفرازات غير طبيعية.
أسئلة شائعة
هل يمكن أن تُصاب الذكور بالتهاب الرحم؟
لا، لأن الذكور لا يمتلكون رحمًا، لكن يمكن أن يحملوا بكتيريا مُمرِضة للإناث عبر التزاوج.
هل ينتقل المرض إلى الإنسان؟
إصابة الإنسان نادرة جدًا، إذ تتطلب الاتصال المباشر بإفرازات ملوثة. مع ذلك، يُوصى بارتداء قفازات وغسل اليدين جيدًا بعد التعامل مع الحيوان المريض.
كم يستغرق العلاج عادةً؟
تبدأ معظم الإناث في التحسّن خلال 48–72 ساعة من بدء العلاج بالمضادات، لكن يجب إكمال الدورة لمدّة 10–14 يومًا حسب توصيات الطبيب.
الخلاصة
التهاب الرحم عند الشنشيلة حالة خطيرة ولكنها قابلة للعلاج والوقاية إذا تم اكتشافها مبكرًا وتوفّرت رعاية بيطرية مناسبة. حافظ على نظافة بيئة حيوانك، وراقب سلوك أنثاك خاصة بعد الولادة، ولا تتردد في طلب المشورة البيطرية عند ظهور أي علامة غير طبيعية. الاهتمام المبكر يُحدث فرقًا كبيرًا بين الشفاء السريع والتداعيات الخطيرة.