التهاب الرحم المُعدي في الخيول (CEM): الدليل الشامل
يُعَدّ التهاب الرحم المُعدي في الخيول (Contagious Equine Metritis) أو اختصارًا «CEM» أحد أهم الأمراض التناسلية ذات الطابع الوبائي التي تُؤثر في صناعة تربية الخيل حول العالم. وعلى الرغم من أنّ بعض الدول نجحت في القضاء عليه تمامًا، فإنّ ظهور حالة واحدة كفيل بفرض قيود صارمة على حركة الخيول وتصديرها. في هذا المقال ستجد كل ما تحتاج إلى معرفته عن المرض، بدءًا من أسبابه وطرق انتقاله وحتى أفضل استراتيجيات التشخيص والعلاج والوقاية.
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:
ما هو التهاب الرحم المُعدي في الخيول؟
هو عدوى بكتيرية تصيب الجهاز التناسلي للخيول وتسبّبها بكتيريا Taylorella equigenitalis. تُسبب هذه البكتيريا التهابات حادة في الرحم والمهبل لدى الأفراس، بينما يحملها الفحول عادةً دون ظهور أعراض، مما يجعل الكشف المبكر أمرًا بالغ الأهمية.
أهمية المرض من الناحية البيطرية والاقتصادية
- انعدام الخصوبة المؤقّت أو الدائم لدى الأفراس المصابة.
- تعطل برامج الإخصاب والتهجين ما يؤثر في القيمة التجارية للخيل.
- تطبيق إجراءات حجر صحي مكلفة عند الاشتباه في وجود حالات.
- التبليغ الإجباري في معظم البلدان وفقًا لمنظمة الصحة العالمية للحيوان (WOAH – OIE سابقًا).
تشير لوائح منظمة WOAH إلى ضرورة الإبلاغ عن أي حالة CEM فور تأكيدها مخبريًا، مع فرض حظر مؤقّت على حركة الخيل من المنشأة المصابة.
طرق انتقال العدوى
الاتصال الجنسي المباشر
يُعد الجماع الطبيعي بين الفحل والفرس المصدرَ الرئيسي لانتقال البكتيريا. إذ تنتقل الجرثومة من الفحل الحامل لها (غالبًا دون أعراض) إلى الأعضاء التناسلية للفرس.
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:
الانتقال غير المباشر
- استعمال معدات التلقيح الاصطناعي أو أدوات الفحص المهبلي دون تعقيم.
- الأيدي الملوثة للعاملين أثناء الفحص أو المساعدة على التزاوج.
- مياه الشطف أو المحاليل غير المعقمة.
دور الفحول الحاملة للعدوى
قد يظل الفحل حاملًا للبكتيريا لفترات طويلة دون أي علامة خارجية، ما يجعل فحصه دوريًّا ضرورةً لا غنى عنها قبل إدخاله في برنامج التزاوج أو قبل انتقاله إلى دولة أخرى.

الأعراض والعلامات السريرية
تظهر الأعراض على الأفراس في غضون 2–14 يومًا بعد التزاوج مع فحل مُصاب:
- إفرازات مهبلية سميكة بلون رمادي أو أبيض مخضر.
- احمرار وتورم في جدار المهبل وعنق الرحم.
- فشل التلقيح وعودة دورة الشبق سريعًا.
قد تتعافى بعض الأفراس عفويًّا في غضون أسابيع، لكن نسبة منها تتحوّل إلى حالة مزمنة يمكنها نشر العدوى لسنوات.
الأعراض في الفحول
لا توجد أعراض خارجية غالبًا، لكن قد يُلاحظ:
- زيادة طفيفة في إفرازات الحشفة.
- التهاب طفيف في الغشاء المخاطي للحشفة والقلفة.
المضاعفات المحتملة
- انخفاض معدلات الخصوبة على مستوى القطيع.
- الإجهاض المبكّر في بعض الحالات.
- تكاليف اقتصادية ناتجة عن تأخير موسم التزاوج أو وقف التصدير.

كيفية التشخيص
يعتمد التشخيص النهائي على عزل البكتيريا من عينات مأخوذة من الجهاز التناسلي، ويُفضَّل الجمع بين أكثر من تقنية لضمان الدقة.
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:
جمع العينات
- الأفراس: عينة من المهبل، وعنق الرحم، والرحم (في حالات العدوى المزمنة).
- الفحول: مسحات من الحشفة، الحقيبة الحشوية (القلفة)، الإحليل البعيد ومقدّمته.

طرق الكشف المخبرية
- الزرع البكتيري على أوساط انتقائية خاصة بـ Taylorella equigenitalis.
- اختبار التفاعل المتسلسل للبوليميراز (PCR) للكشف عن المادة الوراثية للبكتيريا.
- الاختبارات المصلية (محدودة الفائدة لأنها تقيس الأجسام المضادة في الدم).
خيارات العلاج
يعتمد العلاج على التنظيف الموضعي للأعضاء التناسلية وتطبيق المضادات الحيوية الموضعية والجهازية حسب تقدير الطبيب البيطري:
- غسل المنطقة التناسلية بكريم كلورهيكسيدين 2٪ لمدة خمسة أيام متتالية.
- تطبيق مرهم نتروفورازون 0.2٪ بعد كل عملية غسيل.
- في الأفراس: قد يُوصَى بجلسات شطف الرحم بمحاليل معقمة مضادة للبكتيريا.
- إعادة الفحوص بعد 7–14 يومًا من انتهاء العلاج للتأكد من خلو الخيل من البكتيريا.

الوقاية والسيطرة
- فحص جميع الفحول والأفراس المخطط لتزاوجها مخبريًا قبل الموسم.
- عزل الخيول الجديدة المستوردة لمدة 21 يومًا على الأقل، مع إجراء ثلاثة مسحات سالبة متتالية تفصل بينها 3–7 أيام.
- تعقيم أدوات التلقيح والجس المهبلي بين كل استخدام.
- استخدام القفازات ذات الاستخدام الواحد والتخلص منها فورًا.
- الإبلاغ الفوري عن أي حالة اشتباه للسلطات البيطرية.
- إيقاف جميع عمليات التزاوج في المزرعة حتى استكمال الفحوص والعلاج.

دور المربي والطبيب البيطري
يلعب التعاون بين المربين والأطباء البيطريين دورًا رئيسيًا في الحدّ من انتشار CEM. يتضمن ذلك الالتزام بسجلات صحية دقيقة، وإجراء الفحوص الدورية، وتثقيف العمال حول إجراءات النظافة والاستجابة السريعة لحالات الاشتباه.
أسئلة شائعة
هل يُمكن نقل العدوى عبر التلقيح الاصطناعي؟
نعم، إذا كان السائل المنوي ملوثًا بالبكتيريا أو إذا استُخدمت أدوات غير معقمة.
ما مدة بقاء الفحل حاملًا للبكتيريا؟
قد يمتد الحمل غير العَرَضي للبكتيريا لأشهر أو حتى سنوات إذا لم يُعالج.
هل يوجد لقاح ضد CEM؟
حتى الآن لا يتوفر لقاح فعال، لذلك تعتمد الوقاية على الفحص والحجر الصحي والنظافة.
الخلاصة
يُعد التهاب الرحم المُعدي في الخيول تحديًا مستمرًا لصناعة الفروسية حول العالم، لكن الفحص المنتظم، والتشخيص الدقيق، والعلاج المبكّر، إلى جانب تطبيق ممارسات الوقاية الصارمة، تُسهم جميعها في حماية قطعان الخيول وضمان مواسم تزاوج ناجحة خالية من الخسائر الاقتصادية.
المراجع
- حسن شريف. “دليل شامل للتخطيط لموسم تكاثر آمن للخيول.” , 2023-09-18. www.horsebreeding.com








