التهاب الدماغ الطفيلي لدى القطط: دليل شامل للمربين
يُعد التهاب الدماغ الناجم عن هجرة الطفيليات إحدى أخطر المشكلات العصبية التي يمكن أن تصيب القطط، إذ تؤدي هذه الطفيليات إلى التهاب أنسجة المخ محدثةً أعراضًا عصبية قد تهدد حياة الحيوان إذا لم تُشخَّص وتُعالَج مبكرًا. في هذا الدليل، سنستعرض بالتفصيل كيفية حدوث المرض، وأبرز العلامات الإكلينيكية، وطرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى خطوات الوقاية والرعاية المنزلية.

ما هو التهاب الدماغ؟
التهاب الدماغ هو استجابة التهابية لأنسجة المخ نتيجة عدوى أو إصابة. عندما يكون السبب هجرة الطفيليات داخل الجسم، فإن الالتهاب يُسمى “التهاب الدماغ الطفيلي”. تؤدي هذه الطفيليات إلى تدمير جزئي للخلايا العصبية، فضلاً عن زيادة الضغط داخل الجمجمة.
كيف تصل الطفيليات إلى دماغ القط؟
يمكن أن تصل الطفيليات إلى الجهاز العصبي المركزي عبر مجرى الدم أو مباشرة عبر الأعصاب المحيطية. أشهر الطفيليات المسببة تشمل:
- Toxoplasma gondii: طفيلي أولي ينتقل غالبًا عبر تناول اللحوم النيئة أو فرائس مُصابة.
- Cuterebra: يرقات ذبابة الجلد قد تهاجر من الجلد إلى الدماغ.
- الديدان الخيطية مثل Baylisascaris procyonis (نادرًا، لكنها شديدة الخطورة).
- الطفيليات النشطة في الدم مثل Trypanosoma في حالات استثنائية.

تبدأ دورة الإصابة غالبًا بابتلاع البيوض أو اليرقات الموجودة في البيئة الملوَّثة، أو أثناء الصيد، ثم تخترق الطفيليات جدار الأمعاء وتنتقل عبر الدورة الدموية حتى تصل إلى المخ.
الأعراض والعلامات السريرية
تختلف شدة الأعراض باختلاف نوع الطفيلي ومدة العدوى، ولكن تشمل العلامات الأكثر شيوعًا:
- نوبات صرع أو تشنجات مفاجئة.
- ميلان الرأس أو فقدان التوازن.
- حركات دائرية غير طبيعية (Circling).
- شلل جزئي أو كلي في أحد الأطراف.
- تغيّر مفاجئ في السلوك مثل العدوانية أو الارتباك.
- فقدان البصر أو تضاؤل حدة البصر.
- ارتفاع درجة الحرارة في بعض الحالات.

إذا لاحظت أيًّا من هذه العلامات، فعليك طلب المساعدة البيطرية فورًا، إذ إن الوقت عامل حاسم في الحد من تلف الأنسجة العصبية.
التشخيص
1. التاريخ المرضي والفحص السريري
يبدأ الطبيب بجمع المعلومات حول نمط حياة القط (خروج إلى الخارج، تغذية على اللحوم النيئة، وجود قوارض في المنزل). ثم يجري فحصًا عصبيًا كاملًا لتحديد مستوى وفص الدماغ المتأثر.
2. الفحوصات المخبرية
- تحليل صورة الدم الكاملة للكشف عن ارتفاع كريات الدم البيضاء.
- اختبارات الأجسام المضادة أو الأجسام المستضادة للطفيليات (Toxoplasma IgG/IgM ELISA).
- تحليل سائل المخ الشوكي (CSF) للكشف عن خلايا التهابية أو الطفيليات مباشرة.
3. التصوير المتقدم
يمكن للـMRI أو الـCT تحديد أماكن الالتهاب أو وجود يرقات متكلسة داخل المخ.

العلاج
1. العلاج الدوائي المضاد للطفيليات
يُختار الدواء بحسب نوع الطفيلي؛ على سبيل المثال:
- كليندامايسين بجرعات محددة لعلاج Toxoplasma gondii.
- الإيفرمكتين أو الميلبيمايسين ضد بعض الديدان الخيطية (تحت إشراف بيطري صارم).
2. الأدوية المضادة للالتهاب
توصف الكورتيكوستيرويدات بجرعات دقيقة لتخفيف الوذمة الدماغية، مع مراقبة الآثار الجانبية.
3. العلاجات الداعمة
- مضادات التشنجات مثل الفينوباربيتال للسيطرة على النوبات.
- السوائل الوريدية للحفاظ على الترطيب وتوازن الكهارل.
- الدعم الغذائي عبر أنبوب إطعام في حال فقدان الشهية.

4. التدخل الجراحي
قد يُلجأ إلى التدخل الجراحي النادر لإزالة اليرقات الكبيرة (Cuterebra) إذا كانت في مواضع سطحية نسبيًا ويسهل الوصول إليها.
الرعاية المنزلية والمتابعة
بعد الخروج من المستشفى، يجب أن تتوافر بيئة هادئة وخالية من المؤثرات المفاجئة. إليك أهم النصائح:
- تقديم الأدوية في المواعيد المقررة دون انقطاع.
- مراقبة سلوك القط وتسجيل أي نوبات أو تغيّرات.
- مراجعة الطبيب بانتظام لإعادة تقييم وظائف الكبد والكلى عند استخدام الأدوية الطويلة الأمد.
الوقاية
درهم وقاية خير من قنطار علاج. يمكن تقليل خطر الإصابة بالتهاب الدماغ الطفيلي عبر:
- استخدام العلاجات الدورية للبراغيث والديدان.
- منع القط من الصيد الخارجي قدر الإمكان.
- تقديم طعام مطهو بالكامل وتجنب اللحوم النيئة.
- تنظيف صندوق الفضلات بانتظام وارتداء القفازات أثناء ذلك.

خلاصة
التهاب الدماغ الناجم عن هجرة الطفيليات حالة خطيرة لكنها قابلة للعلاج إذا اكتُشفت مبكرًا. احرص على متابعة صحة قطك، واستشر الطبيب البيطري فور ملاحظة أي أعراض عصبية غير طبيعية.
المعلومات الواردة في هذا المقال لأغراض التوعية فقط ولا تُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص.