التهاب التامور لدى القطط: ما تحتاج معرفته
يُعَدّ التهاب التامور من الأمراض القلبية النادرة نسبيًّا في عالم القطط، لكنه قد يكون مهدِّدًا للحياة إذا لم يُكتشَف ويُعالَج مبكرًا. في هذا المقال نأخذك في جولة شاملة حول أسباب هذا الالتهاب، أعراضه، طرق تشخيصه، وخيارات العلاج المتاحة، مع نصائح للرعاية المنزلية والوقاية.
ما هو التهاب التامور؟
التامور هو الغشاء ذو الطبقتين الذي يحيط بقلب القطة ويحافظ على ثباته في القفص الصدري، كما يساعد على تقليل الاحتكاك أثناء نبض القلب. عندما يصاب التامور بالالتهاب، قد يتراكم السائل أو الدم داخل الكيس التاموري، ما يؤدي إلى الضغط على عضلة القلب ويُضعف قدرتها على ضخ الدم بكفاءة.
أنواع التهاب التامور في القطط
- التهاب تامور إفرازي (Pericardial Effusion): تراكم السوائل، قد يكون مصحوبًا بالتهاب أو بدونه.
- التهاب تامور ليفي/ مُتصلِّب: يحدث فيه تندّب أو تصلُّب بجدار التامور، ما يحدّ من حركة القلب.
- التهاب تامور نزفي: تراكم دموي داخل الكيس التاموري غالبًا بسبب أورام أو إصابة رضحية.
أسباب التهاب التامور
تتعدد العوامل المسبِّبة، ومن أبرزها:
- العدوى البكتيرية أو الفيروسية (مثل فيروس الكاليسي أو الكورونا).
- الأورام، خاصةً الأورام اللمفاوية أو الساركوما الوعائية.
- أمراض المناعة الذاتية أو الاضطرابات الالتهابية الجهازية.
- إصابة مباشرة بالقفص الصدري أو العمليات الجراحية السابقة في منطقة القلب.
- فشل الكلية الحاد أو المزمن، حيث يمكن أن يؤدي الارتفاع الشديد في اليوريا إلى التهاب غشاء التامور.
أعراض التهاب التامور لدى القطط
قد تظهر الأعراض تدريجيًّا أو فجائيًّا تبعًا لكمية السوائل المتراكمة وسرعة تراكمها:
- خمول واضح وفقدان للشهية.
- صعوبة أو سرعة في التنفس (لهاث أو تنفس بطيء شفوي).
- انتفاخ البطن جراء احتباس السوائل.
- سعال أو أصوات تنفسية غير طبيعية.
- تغيّر لون اللثة إلى شاحب أو أزرق خفيف.
- انهيار مفاجئ في الحالات الحادة.

التشخيص
يعتمد الطبيب البيطري على مزيج من الفحص البدني والفحوصات التصويرية والمخبرية:
- التصوير بالأشعة السينية: يوضّح تضخم ظليلي للقلب أو وجود سوائل حوله.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (الإيكو): الوسيلة الذهبية لتقدير كمية السائل وتحديد حاجة التدخل.
- تحليل عينة السائل التاموري: يحدد نوع الخلايا، وجود بكتيريا أو خلايا سرطانية.
- تحاليل دم شاملة: لتقييم صحة الأعضاء الداخلية والتأكد من عدم وجود عدوى جهازية.

العلاج وخيارات التدخل
1. بزل التامور (Pericardiocentesis)
إجراء إسعافي يُستخدم لسحب السائل المتراكم وتخفيف الضغط القلبي. يُجرى تحت تهدئة خفيفة أو مخدِّر موضعي، مع مراقبة مستمرة لمعدل ضربات القلب.
2. العلاج الدوائي
- المضادات الحيوية: إذا كان سبب الالتهاب بكتيريًّا.
- الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية أو الكورتيكوستيرويدات: لتقليل الالتهاب في الحالات غير الإنتانية.
- مدرّات البول: لتقليل احتباس السوائل الجهازي.

3. الجراحة (تقشير التامور)
في حالات التكرار المزمن أو التليف الشديد، قد يُوصَى بعملية جراحية لإزالة جزء من التامور (Pericardiectomy) لضمان عدم تراكم السوائل مرة أخرى.
ملحوظة هامة: لا يُنصح بالانتظار حتى تتفاقم الأعراض، فكلما تم التعامل مع الحالة مبكرًا، ازدادت فرص الشفاء وتجنُّب المضاعفات.
الرعاية المنزلية والمتابعة
بعد الخروج من العيادة البيطرية، تتطلب القطة رعاية دقيقة:
- تهيئة مكان هادئ ودافئ بعيد عن مصادر الضغط أو الضوضاء.
- مراقبة معدل التنفس وعلامات الإجهاد التنفسي يوميًّا.
- اعتماد جدول أدوية دقيق وفق توجيهات الطبيب.
- تقديم طعام غني بالبروتين وسهل الهضم، مع ضمان توفير المياه النظيفة.
- زيارة المتابعة المنتظمة لإجراء تصوير إيكو دوري وتقييم الاستجابة للعلاج.

المضاعفات المحتملة
بدون علاج مناسب، قد يؤدي التهاب التامور إلى:
- اندحاس قلبي (Cardiac Tamponade): ضغط شديد يمنع القلب من الامتلاء بالدم.
- قصور قلبي مزمن: نتيجة التعب المستمر لعضلة القلب.
- وفاة مفاجئة: خصوصًا في الحالات النزفية أو الورمية.
الوقاية
لا توجد طريقة مضمونة 100٪ للوقاية، لكن يمكن تقليل المخاطر عبر:
- إجراء فحوصات قلب روتينية للقطط المعرضة، خاصةً كبيرة السن أو المصابة بأمراض جهازية.
- الحفاظ على التطعيمات الدورية لمنع الالتهابات الفيروسية.
- علاج أي التهابات أو إصابات صدرية بسرعة.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري فورًا؟
إذا لاحظت أيًّا من الأعراض التالية، توجَّه إلى العيادة البيطرية على الفور:
- صعوبة تنفس حادّة أو لهاث مستمر.
- انهيار أو فقدان للوعي.
- انتفاخ بطني مفاجئ مع خمول.
التشخيص المبكر والتدخل الطبي السريع هما خط الدفاع الأول للحفاظ على صحة قلب قطتك.
المراجع
- جون دو. “التهاب التامور عند القطط: أسباب، أعراض وعلاج..” , 2021-05-10. veterinarypartner.vin.com