التهاب الأمعاء الالتهابي عند القطط: الدليل الشامل
يُعد التهاب الأمعاء الالتهابي (IBD) أحد أكثر اضطرابات الجهاز الهضمي شيوعاً لدى القطط، ويتميّز بوجود تفاعل مناعي مفرط يؤدي إلى التهاب مزمن في بطانة الأمعاء. هذا الالتهاب يُعيق عملية الامتصاص الطبيعية للغذاء ويسبّب مجموعة واسعة من الأعراض التي قد تُربك المربي وتؤثر على جودة حياة القط.

ما هو التهاب الأمعاء الالتهابي عند القطط؟
هو حالة مرضية مزمنة تتسلل فيها خلايا مناعية مثل اللمفاويات أو البلازما أو الحمضات إلى جدار الأمعاء، ما يؤدي إلى زيادة سُمْكها، وإعاقة الحركة الطبيعية للأمعاء وقدرتها على امتصاص العناصر الغذائية. وعلى الرغم من أن المصطلح يشير إلى التهاب، إلا أنه مرتبط أيضاً باستجابة مناعية غير طبيعية تجاه الطعام أو الميكروبات المعوية.
كيف يؤثر الالتهاب على الجهاز الهضمي؟
الأمعاء الملتهبة تصبح أقل مرونة وأكثر سُمكاً، ما يبطئ حركة الطعام ويُحدث اختلالاً في التوازن البكتيري. مع الوقت، يؤدي ذلك إلى أعراض مزمنة مثل القيء أو الإسهال وفقدان الوزن. كما قد تتسرّب البروتينات من الأمعاء الملتهبة، فتظهر مشاكل إضافية مثل نقص البروتين في الدم.
الأعراض والعلامات التحذيرية
- القيء المتكرر أو المزمن
- إسهال متناوب أو مستمر
- فقدان شهية أو انتقائية في الطعام
- فقدان وزن تدريجي رغم تناول طعام كافٍ
- انتفاخ أو ألم بطني
- غازات ورائحة براز نفّاذة
- شعر باهت أو خشن نتيجة سوء الامتصاص الغذائي

الأسباب المحتملة
لا يوجد سبب وحيد معروف، ولكن يُشتبه في تفاعل عدة عوامل:
- عوامل مناعية: استجابة مبالغ فيها للجهاز المناعي تجاه بروتينات الطعام أو بكتيريا الأمعاء.
- عوامل غذائية: حساسية أو عدم تحمل لأنواع معينة من البروتين أو المضافات.
- عوامل وراثية: سلالات معيّنة مثل السيامي قد تكون أكثر عرضة.
- الطفيليات والعدوى: الديدان المعوية أو البكتيريا قد تؤدي إلى التهاب طويل الأمد.
- عوامل بيئية: توتر مستمر أو تغييرات مفاجئة في نمط الحياة قد تُفاقم الحالة.
كيفية التشخيص البيطري
يبدأ الطبيب البيطري بتاريخ مرضي مفصّل وفحص بدني، ثم يُجري سلسلة اختبارات لاستبعاد أمراض مشابهة:
- تحاليل دم شاملة لتقييم وظائف الأعضاء واستبعاد اضطرابات الغدة الدرقية أو الكلى.
- تحليل براز للكشف عن الطفيليات أو العدوى البكتيرية.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (أو الأشعة السينية) لتقدير سُمك الأمعاء.
- اختبار مستويات فيتامين ب12 (كوبالامين) والفولات، إذ تنخفض غالباً مع IBD.

الخزعة المعوية: المعيار الذهبي
رغم أن الفحوصات السابقة قد تشير بقوة إلى IBD، تظل الخزعة النسيجية هي الطريقة الوحيدة للتشخيص النهائي. تُجرى عادةً عبر التنظير الداخلي أو الجراحة، وتسمح بتحديد نوع الخلايا الالتهابية واستبعاد سرطان الخلايا اللمفاوية (اللمفوما).
خيارات العلاج
لا يوجد علاج يقضي على المرض نهائياً، لكن الدمج بين النظام الغذائي والأدوية والتحكّم البيئي يُساعد على السيطرة عليه.
التغذية العلاجية (الحجر الأساس)
- حِمية البروتين الجديد (Novel Protein): تعتمد على مصدر بروتين لم يتعرّف عليه الجهاز المناعي للقط سابقاً، مثل البط أو الكنغر.
- الحِمية المحللة (Hydrolyzed): حيث تُحلَّل البروتينات إلى أجزاء صغيرة جدّاً يصعب على المناعة التعرّف عليها.
- زيادة الألياف: لبعض القطط ذات الإسهال المزمن قد يساهم في تحسين القوام.

الأدوية المضادّة للالتهاب والمناعة
يُعتبر بريدنيزولون الخيار الأول، إذ يُقلل الالتهاب بسرعة. إذا كانت الاستجابة غير كافية، قد تُضاف أدوية مثبِّطة للمناعة مثل كلورامبوسيل أو بوديزونيد. يجب متابعة فحوص الدم دوريّاً لرصد أي تأثيرات جانبية.
العلاجات الداعمة
- مضادات حيوية محدودة المدى (مثل ميترونيدازول) لضبط البكتيريا المعوية.
- مكمّلات بروبيوتيك لاستعادة التوازن الميكروبي.
- حقن فيتامين ب12 أسبوعية أو شهرية عند انخفاض مستوياته.
- مضادات قيء (مثل أوندانسيترون) ومُنبّهات الشهية عند الحاجة.

مضاعفات محتملة
قد يتطور IBD غير المعالج أو غير المستجيب إلى لمفوما الأمعاء (سرطان الخلايا اللمفاوية). كما قد يؤدي القيء المزمن إلى جفاف أو اختلالات إلكتروليتية، والإسهال المزمن إلى التهاب جلد حول الشرج.
الرعاية المنزلية والمتابعة
تشمل الرعاية اليومية تقديم الحمية الموصوفة دون أي تغيير مفاجئ، وتسجيل أي قيء أو تغيّر في البراز في مفكرة صحية لمشاركتها مع الطبيب. يُوصى بإعادة الفحص كل 4–6 أسابيع في البداية، ثم كل 3–6 أشهر لضبط الجرعات الدوائية.
التوقعات على المدى البعيد
مع الالتزام بالخطة العلاجية، يستطيع معظم القطط العيش حياة طبيعية شبه خالية من الأعراض. إلا أن التوقف المفاجئ عن الدواء أو تعديل النظام الغذائي دون استشارة الطبيب قد يؤدي إلى انتكاسة.
أسئلة شائعة
هل يمكن الوقاية من IBD؟
لا يمكن الوقاية بشكل قاطع، لكن إطعام حِمية عالية الجودة وتجنّب التغييرات الغذائية المفاجئة يقلّلان المخاطر.
هل المرض مُعدٍ؟
لا، IBD غير معدٍ للحيوانات الأخرى أو البشر.
ما تكلفة العلاج؟
تختلف وفقاً للفحوصات والأدوية المطلوبة؛ يشمل التكلفة المستمرة للطعام العلاجي والأدوية والمتابعة الدورية.
نصيحة: أي تدهور مفاجئ مثل زيادة القيء أو الإسهال يستدعي استشارة بيطرية فورية، حتى لو كان القط تحت العلاج.
بتطبيق الخطة العلاجية المناسبة والالتزام بتعليمات الطبيب البيطري، يستطيع القط المصاب بالتهاب الأمعاء الالتهابي استعادة نشاطه والاستمتاع بحياة مريحة ومستقرة.
المراجع
- عبد الله القحطاني. “إدارة التهاب الأمعاء الالتهابي في القطط..” , 2021-06-15. www.catcenter.com