التهابات الأذن لدى الزواحف: دليل شامل للأسباب والأعراض والعلاج والوقاية
قد تبدو الزواحف حيوانات صامتة وصلبة، لكن التهابات الأذن لديها قد تكون مؤلمة وخطيرة إذا لم تُكتشف وتعالج في الوقت المناسب. تشيع هذه المشكلة، المعروفة أيضًا باسم الخراج السمعي، تحديدًا لدى السلاحف البرمائية والبرية وبعض السحالي، بينما تُسجل حالات أقل في الأفاعي. في هذا الدليل ستتعرف على كل ما يحتاجه مربي الزواحف حول كيفية التعرف على العدوى، أسبابها، وسائل التشخيص المتاحة، خيارات العلاج، وأفضل طرق الوقاية للحفاظ على صحة حيوانك الأليف.

ما هو التهاب الأذن في الزواحف؟
يُعرَّف التهاب الأذن على أنه تراكم للمواد المتجبنة (قيح صلب يشبه الجبن) خلف الطبلة، ما يؤدي إلى تورم واضح في المنطقة الجانبية للرأس، حيث توجد طبلة الأذن. وبعكس الثدييات، لا تمتلك الزواحف صيوانًا خارجيًا، لذلك يظهر التورم تحت الجلد مباشرة، الأمر الذي يسهل ملاحظته ولكنه أيضًا يجعل التدخل الجراحي الخيار العلاجي الأكثر شيوعًا.
الأسباب الشائعة لالتهاب الأذن
- نقص فيتامين A: يؤدي إلى ضعف الأغشية المخاطية وجفافها، ما يسمح بدخول البكتيريا بسهولة.
- ظروف التربية غير الملائمة: مياه قذرة، رطوبة منخفضة، أو درجات حرارة غير ثابتة تُضعف الجهاز المناعي.
- عدوى بكتيرية ثانوية: غالبًا ما تكون البكتيريا سالبة الغرام هي المسؤولة، وتدخل عبر الفم أو الجرح.
- إصابة جسدية: خدوش أو عضات من حيوانات أخرى أو أدوات في حوض التربية.
- ضَعف المناعة: نتيجة ضغط نفسي، سوء تغذية، أو أمراض أخرى مزمنة.
الأعراض التي تستدعي الانتباه
يمكن أن تتفاوت شدة الأعراض من تورم طفيف إلى انتفاخ كبير يمنع الحيوان من فتح فمه أو يحجب الرؤية عن إحدى العينين. وتشمل المؤشرات:

- تورم دائري أو بيضاوي الشكل على جانبي الرأس (مكان الطبلة).
- خمول أو فقدان شهية.
- تحريك الرأس بصورة متكررة أو محاولات حكّ المنطقة.
- فقدان التوازن أو ميل الرأس نحو الجانب المصاب.
- نزول إفرازات صفراء أو دموية عند تمزق الطبلة.
- التنفس بفم مفتوح أو صفير، ما يشير إلى امتداد العدوى للجهاز التنفسي.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
أي تورم في منطقة الأذن يستدعي زيارة عاجلة. كلما كان التدخل أسرع، زادت فرصة الشفاء التام وتجنبت الجراحة المعقدة أو انتشار العدوى لأعضاء أخرى.
كيفية تشخيص التهاب الأذن
يبدأ الطبيب البيطري بفحص سريري شامل يتضمن قياس الوزن، تقييم الحالة الغذائية، وفحص الفم والعينين. إذا تأكد الاشتباه بالتهاب الأذن، قد يوصي بالفحوص الآتية:

- التصوير الشعاعي (X-ray) أو المقطعي (CT): لتحديد حجم الخراج وعمقه.
- تحليل دم شامل: للكشف عن علامات الالتهاب ونقص الفيتامينات.
- زرع جرثومي واختبار حساسية: لتحديد نوع البكتيريا والمضاد الحيوي الأنسب.
- خزعة أو شفط بإبرة دقيقة: أحيانًا لتحليل المحتوى الداخلي قبل الجراحة.
خيارات العلاج المتاحة
يعتمد بروتوكول العلاج على شدة الحالة، لكن معظم الإصابات تتطلب إزالة الخراج جراحيًا بسبب طبيعة القيح الصلبة لدى الزواحف.
التدخل الجراحي
يُخدَّر الحيوان تخديرًا كاملاً، ويُجرى شق صغير فوق الطبلة لاستخراج المادة المتجبنة وتنظيف التجويف بمحلول مطهر. قد يُترك جرح مفتوح قليلًا لتصريف أي إفرازات لاحقة، ويُوضع مرهم مضاد حيوي موضعي.

الأدوية والدعم الغذائي
بعد الجراحة، يصف الطبيب مضادًا حيويًا واسع الطيف يُعطى بالحقن أو الفم لمدة 2–4 أسابيع. كما تُعطى حقن أو مكملات فيتامين A إذا أظهرت الفحوص وجود نقص. ويمكن تضمين مسكنات الألم وسوائل تحت الجلد لمنع الجفاف.
الرعاية المنزلية والمتابعة
- حافظ على نظافة الحوض ومياه السباحة، مع تغييرها يوميًا في حالة السلاحف المائية.
- راقب الحرارة والرطوبة باستخدام مقياس موثوق.
- قدّم نظامًا غذائيًا غنيًا بالخضروات الورقية الملونة ومكملات فيتامين A.
- التزم بجدول زيارات المتابعة لإزالة أي قصاصات غُرز أو تقييم التئام الجرح.
خطوات الوقاية طويلة الأمد
- وفر إضاءة UVB ذات جودة عالية لمدة 10–12 ساعة يوميًا.
- كن حريصًا على تقديم تغذية متوازنة تشمل أوراقًا خضراء، خضروات صفراء وبرتقالية، وبروتينًا مناسبًا.
- حافظ على نظافة البيئة باستخدام مرشحات مياه وتغيير الفرش بانتظام.
- افحص الوافدين الجدد واربطهم بالحجر الصحي 30 يومًا قبل إدخالهم مع بقية الحيوانات.
- رتّب فحوصًا دورية مع طبيب بيطري مختص بالزواحف مرتين في السنة على الأقل.

تذكّر: الوقاية لا تقل أهمية عن العلاج، إذ إن توفير البيئة المثالية والتغذية السليمة يمكنه أن يجنّب حيوانك الأليف معاناة ليست ضرورية.
أسئلة شائعة
هل يمكن أن تعود الإصابة بعد العلاج؟
نعم، إذا لم تُعالج الأسباب الجذرية مثل نقص فيتامين A أو سوء الظروف البيئية، فقد يعود الخراج. اتبع خطوات الوقاية الصارمة لتقليل المخاطر.
ما العلاقة بين نقص فيتامين A والتهابات الأذن؟
يؤدي نقص فيتامين A إلى تغييرات تنكسية في الخلايا الطلائية المبطنة للقناة السمعية؛ تصبح أكثر سماكة وجفافًا، ما يسهل تراكم الخلايا الميتة والبكتيريا وتكوين خراج.
هل التهابات الأذن معدية بين الزواحف؟
في الغالب ليست معدية مباشرة، لكن البكتيريا المسببة قد تنتقل عبر الماء الملوث أو الأدوات المشتركة. لذلك يُنصح دائمًا بعزل المصاب حتى اكتمال العلاج.
هل يمكن علاج الحالة في المنزل دون جراحة؟
العلاجات المنزلية بالمضادات الحيوية وحدها نادرًا ما تكون فعّالة لأن القيح متجبن ولا يستجيب للأدوية إلا بعد إزالته جراحيًا. التشخيص المبكر وتدخل الطبيب هما الطريق الأسرع والأكثر أمانًا.
باتباع النصائح السابقة، يمكنك تقليل احتمالية إصابة الزواحف لديك والتأكد من حصولها على حياة صحية طويلة.