التعامل مع إصابة القطط بذبابة الجلد (Cuterebra): دليل شامل لعلاج الديدان الجلدية والوقاية منها
قد يفاجئك ظهور تورم غريب على جلد قطك يتنفس من خلال ثقب صغير في الوسط؛ هذا المشهد غير المألوف غالباً ما يكون علامة على إصابة بذبابة الجلد أو ما يُعرَف علمياً باسم Cuterebra. في هذا الدليل المفصّل، ستتعرّف على دورة حياة هذه الطفيليات، الأعراض التي يجب مراقبتها، خطوات التشخيص والعلاج الآمن، إضافة إلى طرق الوقاية الفعّالة.

ما هي ذبابة الجلد؟
ذبابة الجلد هي حشرة طفيليّة تعيش يرقاتها داخل أجسام الثدييات الصغيرة مثل الأرانب والقوارض. عندما يتواصل قطك مع أوكار هذه الحيوانات—خصوصاً في أواخر الصيف وبداية الخريف—يمكن أن تلتصق اليرقات بفرائه وتبحث عن طريقها إلى داخل الجلد مكوّنةً كيساً يُسمّى warble.
دورة الحياة وكيف تحدث الإصابة
- وضع البيض: تضع أنثى الذبابة بيضها قرب مداخل أوكار الأرانب أو تحت كومات الأعشاب الجافة.
- فقس البيض: يفقس البيض متأثراً بحرارة جسم الحيوان المضيف أو حتى اقتراب القط من العش.
- الالتصاق بالفرو: تلتصق اليرقة الميكروسكوبية بفراء القط ثم تشقّ طريقها إلى الجلد عبر الفتحات الطبيعية (الأنف، الفم) أو من خلال جرح صغير.
- تكوين الكيس: تستقر اليرقة تحت الجلد، مكوّنة كيساً يتنفس عبر ثقب صغير؛ تستمر هذه المرحلة من 3 إلى 6 أسابيع.
- الخروج والتشرنق: بعد اكتمال النمو، تخرج اليرقة لتتحول إلى شرنقة في التربة، ثم إلى ذبابة بالغة تُعيد الدورة من جديد.

علامات وأعراض إصابة القطط بذبابة الجلد
- تورّم دائري أو بيضاوي تحت الجلد يُشبه حبّة البازلاء.
- ثقب صغير في منتصف التورّم يتسرب منه سائل مصفر أو دموي.
- حركة أو انقباض بسيط داخل الورم مع تقدّم نمو اليرقة.
- حكة مفرطة أو لعق مستمر للمنطقة المصابة.
- ارتفاع حرارة موضعية أو ألم عند اللمس.
- أعراض عامة نادرة مثل الحمى أو الخمول إذا حدث التهاب ثانوي.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
تواصل مع طبيبك البيطري بمجرد ملاحظة أي تورم غير طبيعي أو فتحة غامضة في جلد القط. كلما كان التدخّل أسرع، قلّت فرص حدوث مضاعفات مثل العدوى البكتيرية أو تلف الأنسجة.

كيف يتم التشخيص؟
يعتمد الطبيب البيطري في الغالب على الفحص السريري بالعين واللمس، حيث إن وجود الثقب في الورم يُعدّ علامة مميزة. قد يستخدم الطبيب أيضاً:
- المسح بالموجات فوق الصوتية لتأكيد وجود اليرقة الحيّة.
- اختبارات الدم للتحقق من وجود التهاب أو عدوى ثانوية.
- أشعة سينية إذا اشتبه في هجرة اليرقة إلى تجاويف الجسم.
خطوات العلاج الآمن
لا تحاول أبداً الضغط على الورم أو إزالة اليرقة بنفسك؛ قد يؤدي كسرها إلى رد فعل التهابي شديد. العلاج الأمثل يتم على يد الطبيب البيطري وفق الخطوات التالية:
- التخدير الموضعي أو الكلي: لضمان راحة القط وسهولة الإجراء.
- توسيع الفتحة: باستخدام أداة معقّمة للسماح بإخراج كامل اليرقة دون تمزّق.
- إزالة اليرقة: تُسحب اليرقة بحذر باستخدام ملقط جراحي.
- تنظيف الجرح: غسل الكيس بمحلول مطهّر لتقليل خطر العدوى.
- مضادات حيوية ومسكنات: تُصرف عن طريق الفم أو موضعياً اعتماداً على حالة القط.
- متابعة منزلية: مراقبة الجرح يومياً والتواصل مع الطبيب إذا ظهرت إفرازات غير طبيعية.
المضاعفات المحتملة
رغم ندرتها، قد تحدث بعض المضاعفات إذا تُركت اليرقة دون علاج أو تمت إزالتها بطريقة خاطئة:
- عدوى بكتيرية ثانوية تؤدي إلى خُراج.
- تلف في الأنسجة المحيطة بالجرح.
- هجرة اليرقة إلى تجاويف الجسم مثل الأنف أو حتى الجهاز العصبي، ما ينتج عنه أعراض عصبية خطيرة.
تنبيه: الحالات التي تصل فيها اليرقة إلى الدماغ تُعدّ طارئة وتتطلّب تدخلاً جراحياً متقدماً وتُصنَّف كحالات نادرة جداً.
طرق الوقاية الفعّالة
الوقاية ليست مضمونة 100%، لكنها تخفّض مخاطر الإصابة بشكل كبير:
- إبقاء القطط في الداخل خلال موسم نشاط الذبابة (أواخر الصيف – الخريف).
- التخلّص من أعشاش القوارض والأرانب قرب المنزل.
- استخدام طاردات الحشرات المخصَّصة للقطط بعد استشارة الطبيب.
- فحص فراء القط بانتظام، خاصة بعد خروجه إلى الحديقة.

الخلاصة
إصابة القطط بذبابة الجلد قد تبدو مخيفة، لكنها قابلة للعلاج الكامل متى ما تم اكتشافها مبكراً وإزالتها بشكل صحيح. التزامك بالفحص الدوري والوقاية يحمي قطك من الكثير من المشاكل المحتملة، ويمنحه حياة صحية وآمنة.