التسمم بسمّ الفئران لدى الخيول: دليل شامل للأعراض والعلاج والوقاية

رغم أن مبيدات القوارض وسيلة فعّالة للسيطرة على انتشار الفئران والجرذان في الحظائر، إلا أن وجودها يُعرِّض الخيول لخطر التسمم في حال ابتلاعها عن طريق الخطأ. تعرّف في هذا الدليل على الأنواع المختلفة لسموم الفئران، العلامات السريرية للتسمم، خطوات التشخيص والعلاج، وكيفية حماية خيولك من هذا الخطر الصامت.

لماذا تتعرّض الخيول لسمّ الفئران؟

  • تخزين السمّ في أماكن يسهل وصول الخيول إليها داخل الحظيرة.
  • خلط البيلتات أو البلوكات السامة مع الأعلاف نتيجة تشابه اللون أو الشكل.
  • فضول الخيول الطبيعي يدفعها لتذوق الأجسام الجديدة ذات الرائحة القوية أو الطعم المُحَلّى.
  • غياب أنظمة مكافحة القوارض الآمنة أو عدم الالتزام بإجراءات السلامة.

أنواع سموم القوارض وتأثيرها على الخيول

تختلف سموم القوارض في آلية عملها، والجرعة السامة، وسرعة ظهور الأعراض. فيما يلي أهم الأنواع الشائعة:

1. مضادات التخثّر (Anticoagulant Rodenticides)

تشمل الورفارين، بروديفاكوم، دي-فاسينون وغيرها. تمنع هذه المواد إعادة تدوير فيتامين K1 الضروري لتخثر الدم، ما يؤدي إلى نزيف داخلي وخارجي.

2. بروميثالين (Bromethalin)

يمنع إنتاج الطاقة في الخلايا العصبية، فيسبّب وذمة دماغية (تورّم المخ) وأعراضًا عصبية حادة.

3. كولي كالسيفيرول (Cholecalciferol – فيتامين D3 بجرعات سامة)

يرفع مستويات الكالسيوم والفوسفور في الدم لدرجة مميتة، ما يضرّ الكلى والقلب والأوعية الدموية.

4. فوسفيد الزنك (Zinc Phosphide)

يتفاعل مع أحماض المعدة مكوِّنًا غاز الفوسفين السام الذي يؤثّر على الجهازين الهضمي والتنفسي.

5. الإستركنين (Strychnine)

يمنع تثبيط الإشارات العصبية مسبّبًا تشنجات عضلية شديدة قد تودي بحياة الحصان بسرعة.

الأعراض السريرية التي يجب مراقبتها

  • خمول أو سيطرة سلوك غير طبيعي (الانبطاح المتكرر، رفض الطعام).
  • نزيف من الأنف أو اللثة، وجود دم في البول أو البراز (مع مضادات التخثّر).
  • عَرج أو تورّم المفاصل نتيجة نزيف داخلي.
  • ارتعاش، فقدان التوازن، تشنجات (مع بروميثالين أو الإستركنين).
  • عطش وتبول مفرطان أو علامات فشل كلوي (مع كولي كالسيفيرول).
  • قيء رغوي أو انتفاخ مَعَوي حاد (مع فوسفيد الزنك).

كيفية التشخيص

  1. التاريخ المرضي: ملاحظة علب سمّ مفتوحة، بقايا بيلتات أو تغيّر في سلوك الحصان.
  2. الفحص السريري: قياس النبض، درجة الحرارة، لون الأغشية المخاطية، وجود كدمات أو نزيف.
  3. تحاليل مخبرية: صورة دم كاملة، زمن البروثرومبين (PT) والزمن الجزئي المنشّط للتخثر (aPTT)، كيمياء الدم لقياس الكالسيوم والنيتروجين البولي.
  4. اختبارات السموم: تحليل عينات الدم أو الكبد لرصد بقايا مبيدات القوارض.
  5. التصوير: الأشعة أو السونار للكشف عن نزيف داخلي أو وذمة دماغية.

الإسعاف الأولي والتدابير الفورية

اتصل بالطبيب البيطري فور الاشتباه بحدوث التسمم، ولا تنتظر ظهور الأعراض.

  • منع الامتصاص: قد يُوصي الطبيب بإعطاء الفحم النشط أو غسل المعدة خلال ساعتين من الابتلاع.
  • فيتامين K1: العلاج المعياري لتسمم مضادات التخثر ويُعطى غالبًا بالحقن ثم عن طريق الفم لأسابيع.
  • السوائل الوريدية: للحفاظ على ضغط الدم وعلاج فرط الكالسيوم أو الفشل الكلوي.
  • مضادات التشنج: مثل الديازيبام أو الميثوكاربامول عند وجود تشنجات عصبية.
  • التهوية وإبعاد الأبخرة: خاصة مع فوسفيد الزنك خوفًا من غاز الفوسفين السام.

البروتوكولات العلاجية المتقدمة

  1. نقل الدم أو البلازما: عند فقدان أكثر من 20% من حجم الدم أو انخفاض خطير في بروتينات التخثر.
  2. مدرّات البول: مثل فورسميد للتعامل مع الوذمة الدماغية أو فرط الكالسيوم.
  3. الستيرويدات: في حالات معينة للتقليل من الالتهاب أو دعم الكلى.
  4. الأوكسجين التكميلي: إذا ظهرت علامات فقر دم حاد أو صعوبة تنفس.

الرعاية الداعمة وفترة النقاهة

تتطلّب الخيول المسمومة رعاية مكثّفة داخل المستشفى البيطري أو في الحظيرة بإشراف متخصص:

  • مراقبة العلامات الحيوية ونسب التخثر يوميًا.
  • توفير أعلاف سهلة الهضم غنية بالألياف وقليلة الكالسيوم (عند تسمم كولي كالسيفيرول).
  • الحدّ من الحركة لتقليل النزيف الداخلي.
  • عزل الحصان عن باقي الحيوانات لمنع حوادث إضافية.

التنبؤ بمآل الحالة

يعتمد المآل على نوع السمّ، والجرعة، ومدة التعرض، وسرعة بدء العلاج. غالبًا ما يكون التسمم بمضادات التخثر قابلًا للعلاج عند التدخل المبكر، بينما يحمل بروميثالين أو الإستركنين نسبة وفيات أعلى بسبب تلف الجهاز العصبي.

الوقاية: كيف تحمي خيولك؟

1. تخزين مبيدات القوارض بأمان

احتفظ بالسموم في خزائن معدنية مقفلة وبعيدة عن الأعلاف ومسار الخيول.

2. استخدام محطات طُعم مُغلقة

ضع الطُعم داخل صناديق مُغلقة لا تسمح بدخول الخيول أو الحيوانات الأليفة الأخرى.

3. حلول بديلة لمكافحة القوارض

  • القطط أو الكلاب المدربة لصيد القوارض.
  • مصائد غير سامة تُفرَغ بانتظام.
  • تحسين النظافة وإبعاد مصادر الطعام والماء لتقليل جاذبية الحظيرة للقوارض.

أسئلة شائعة

هل سمّ الفئران قاتل دائمًا للخيول؟

ليس بالضرورة؛ يعتمد ذلك على نوع السمّ والجرعة وسرعة العلاج.

كم مدة علاج فيتامين K1؟

في حالات مضادات التخثر طويلة المفعول قد يستمر العلاج من 3 إلى 6 أسابيع مع مراقبة زمن التخثر.

هل يمكن أن تظهر الأعراض بعد أيام؟

نعم، خصوصًا مع مضادات التخثر التي قد تتأخر علاماتها إلى 3–7 أيام من الابتلاع.

الخلاصة

التسمم بسمّ الفئران يمكن أن يكون مميتًا إذا لم يُكتشف ويُعالَج على الفور. باتباع إجراءات التخزين السليم، واستخدام بدائل آمنة لمكافحة القوارض، والاستعانة السريعة بالطبيب البيطري عند الشك، يمكنك حماية خيولك وضمان سلامتها.

المراجع

  1. المركز الوطني لمكافحة السموم. “السموم ومخاطرها على الحيوانات الأليفة والخيول..” , 2021-07-05. www.aspca.org

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version