الإجهاض وإنهاء الحمل عند القطط: دليل شامل للأسباب، الأعراض، العلاج والوقاية

تُعَدُّ فترة الحمل لدى القطط مرحلة حساسة تتطلّب رعاية دقيقة لضمان سلامة الأم وصغارها. ومع ذلك، قد يطرأ ما يُعكّر هذه الرحلة مثل الإجهاض التلقائي أو الحاجة إلى إنهاء الحمل لأسباب صحية أو سلوكية. في هذا الدليل الشامل، نستعرض كل ما تحتاج معرفته عن هذه الحالة بدءًا من التمييز بين الإجهاض والإسقاط، مرورًا بالأسباب والأعراض، وصولًا إلى خيارات العلاج والوقاية.
ما الفرق بين الإجهاض والإسقاط؟
يُطلَق مصطلح الإجهاض (Abortion) على إنهاء الحمل عمدًا قبل موعد الولادة الطبيعي، سواءً كان ذلك لأسباب طبية أو سلوكية. أمّا الإسقاط (Miscarriage) فيشير عادةً إلى فقدان الأجنّة بشكل تلقائي دون تدخل طبي، ويحدث غالبًا في منتصف أو أواخر الحمل.
أسباب الإجهاض والإسقاط لدى القطط
تتداخل الأسباب في كثير من الأحيان، وقد ترجع إلى عامل واحد أو مجموعة عوامل مجتمعة:
1. العدوى الفيروسية أو البكتيرية
- فيروس البانلوكوبينيا القطّي (Feline Panleukopenia Virus)
- فيروس نقص المناعة القطّي (FIV)
- فيروس اللوكيميا القطّي (FeLV)
- فيروس كورونا القطط (FCoV) المرتبط بالتهاب الصفاق المعدي (FIP)
- عدوى Chlamydia felis أو Escherichia coli

2. الاختلالات الهرمونية
قد يؤدي انخفاض مستوى هرمون البروجسترون إلى عدم قدرة الرحم على تثبيت الأجنّة، ما يسبب الإسقاط.
3. عوامل بيئية وسُمّية
- التعرّض للمبيدات الحشرية أو المنظفات الكيميائية
- تناول نباتات سامة مثل Lilium (الزنبق)
- نقص التغذية أو سوء جودة العلف
4. الأدوية
بعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات ومشتقاتها قد تحفّز الإجهاض إذا أُعطيت خلال الحمل دون إشراف بيطري.
علامات وأعراض الإجهاض عند القطط
قد تتفاوت الأعراض وفقًا لمرحلة الحمل وشدّة المشكلة:
- نزيف مهبلي أو تسرُّب إفرازات داكنة اللون
- خمول عام وفقدان شهية واضح
- ارتفاع طفيف أو حاد في درجة الحرارة
- آلام أو تقلّصات في منطقة البطن
- طرد الأجنّة أو الأغشية المشيمية قبل الأوان
ملاحظة هامة: قد تمرّ بعض القطط بالإجهاض دون أي علامات تُذكَر، لذا من الضروري متابعة القطة الحامل دوريًا عند الطبيب البيطري.
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:
متى تزور الطبيب البيطري؟
يُنصَح بزيارة الطبيب في الحالات الآتية:
- ظهور أي نزيف أو إفرازات غير طبيعية
- ملاحظة خمول مفاجئ أو تراجع في الشهية
- تغيّر شكل البطن أو حدوث تقلّصات مؤلمة
- إذا كانت القطة عُرضة للإصابة بالالتهابات الفيروسية أو تعيش مع قطط أخرى مصابة
طرق التشخيص البيطري
يوظّف الطبيب البيطري مجموعة من الفحوصات للوصول إلى التشخيص الدقيق:
- الفحص السريري: التحقق من العلامات الحيوية وفحص البطن باللمس.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound): لتقييم نبضات الأجنّة وحالتها العامة.
- الأشعة السينية (X-ray): تُستخدَم خلال الثلث الأخير للتأكد من بقاء الأجنّة.
- اختبارات الدم: للكشف عن الالتهابات وفقر الدم واختلال الهرمونات.
- زرع عينات من المهبل أو الرحم: لتحديد نوع العدوى البكتيرية أو الفيروسية.

خيارات العلاج والرعاية
1. علاج الإجهاض التلقائي
يركّز على الاستقرار الفسيولوجي للقطة:
- تعويض السوائل عن طريق الوريد لمنع الجفاف
- استخدام المضادات الحيوية واسعة الطيف عند الاشتباه بالعدوى
- مسكّنات الألم والمضادات الالتهابية المسموح بها للحمل – تحت إشراف بيطري صارم
2. إنهاء الحمل علاجيًا (Induced Abortion)
عند ضرورة إنهاء الحمل للحفاظ على حياة القطة أو منع تكاثر غير مرغوب فيه، تتوفر طريقتان رئيسيتان:
أ. الإنهاء الطبي
يتضمّن إعطاء أدوية مثل:
- مضادات البروجسترون (Aglepristone) بجرعات محددة
- محفّزات البروستاغلاندين (PGF2α) لتقليص الرحم وطرد الأجنّة
- محفّزات إفراز الدوبامين (Cabergoline/Bromocriptine) لتثبيط هرمون البرولاكتين مما يوقف دعم الحمل
يجب إعطاء هذه الأدوية بمراقبة دقيقة داخل عيادة بيطرية، لأنها قد تُسبِّب تقلّصات مؤلمة أو قيئًا.
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:
ب. الإنهاء الجراحي (التعقيم الكامل)
يُجرى استئصال المبيضين والرحم (OVH) لإزالة مصدر الحمل كليًا. تُعتبر هذه الطريقة الأكثر موثوقية لمنع تكرار الحمل مستقبلاً، خصوصًا للقطط غير المخصصة للتكاثر.

3. الرعاية المنزلية بعد الإجراء
- إبقاء القطة في مكان هادئ ودافئ
- مراقبة الشهيّة وتقديم طعام سهل الهضم
- متابعة الجرح إذا خضعت لعملية جراحية، مع استخدام طوق الحماية (Elizabethan collar) لمنع لعق الموضع
- الالتزام بجرعات الأدوية والمتابعة البيطرية حسب التعليمات
المضاعفات المحتملة
رغم أن معظم القطط تتعافى جيدًا، فقد تظهر بعض المضاعفات مثل:
- التهاب الرحم (Metritis) أو بقاء أنسجة جنينية داخلية
- التهاب الصفاق نتيجة تمزّق الرحم
- انخفاض الخصوبة المستقبلية إذا كان الإجهاض ناتجًا عن عدوى مزمنة
سبل الوقاية
الوقاية أفضل من العلاج، وفيما يلي أهم النصائح:
- التطعيم الدوري: حماية القطة من الفيروسات الشائعة المسببة للإجهاض.
- التغذية المتوازنة: توفير طعام عالي الجودة غني بالبروتين والفيتامينات والمعادن.
- الفحص قبل التزاوج: التأكد من خلو القطة والذكر من الأمراض الفيروسية.
- تجنّب الأدوية والسموم: استشر الطبيب قبل إعطاء أي دواء خلال الحمل.
- التعقيم: خيار فعّال لمنع الحمل غير المخطط وتجنّب المشكلات الهرمونية.

أسئلة شائعة
هل يمكن للقطة أن تحمل مجددًا بعد الإجهاض؟
نعم، إذا لم تخضع للتعقيم وكان سبب الإجهاض مؤقتًا وغير معدٍ، تستطيع القطة الحمل مرة أخرى خلال دورة شبق لاحقة. يُفضَّل انتظار دورة أو اثنتين لإعطاء الجسم فرصة للتعافي.
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:
ما الفترة التي يستغرقها التعافي بعد إنهاء الحمل؟
تتراوح من بضعة أيام إلى أسبوعين، تبعًا لنوع الإجراء (طبي أو جراحي) وصحة القطة العامة.
هل الإنهاء الطبي للحمل آمن؟
آمن نسبيًا عند إجرائه تحت إشراف بيطري محترف مع متابعة دقيقة. قد تظهر آثار جانبية مؤقتة مثل القيء والتقلصات.
الخلاصة
يبقى فهم أسباب الإجهاض وإنهاء الحمل عند القطط ومسارات العلاج حجر الزاوية في الحفاظ على صحة حيوانك الأليف. لا تتردد في استشارة الطبيب البيطري عند ظهور أي علامات مقلقة، مع الالتزام بالتطعيمات الدورية والتغذية الجيدة لتقليل المخاطر.
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:








