الأفوكادو والقطط: كل ما تحتاج معرفته قبل مشاركة هذه الفاكهة مع صديقك الوفي
أصبح الأفوكادو في السنوات الأخيرة نجماً على منصّات التواصل الاجتماعي ووصفة مفضّلة في أطباق السَلَطَات والـ«سوشي» وحتى العصائر الخضراء. ومع انتشار هذه الفاكهة الغنيّة بالعناصر الغذائية في مطابخنا، يتساءل الكثير من مُربّي القطط: «هل يمكنني مشاركة الأفوكادو مع قطّي؟» هذا الدليل الشامل يُقدِّم لك الإجابة المفصَّلة، مع إبراز الفوائد والمخاطر وكيفية تقديمه بأمان إن رغبت في ذلك.

الأفوكادو في سطور
الأفوكادو فاكهة دُهنيّة بطبيعتها ويمتاز بتركيبته الغنية بالدهون الأحادية غير المشبعة، والفيتامينات (مثل A وE وB)، والمعادن (كالبوتاسيوم والمغنيسيوم). ومع ذلك، يحتوي الأفوكادو أيضًا على مركب يُدعى البرسين (Persin)، وهو مركب قد يكون سامًّا لبعض الحيوانات مثل الخيول والطيور، ما أثار مخاوف حول سلامته للقطط.
لاحظت إدارة الغذاء والدواء (FDA) أن معظم حالات التسمم بالبرسين تُسجَّل في الطيور والحيوانات الكبيرة، بينما تظل القطط أقل تأثرًا، لكن ذلك لا يعني خلوَّه تمامًا من المخاطر.
الفوائد المحتملة للأفوكادو للقطط
1. مصدر للدهون الصحية
تساعد الدهون الأحادية غير المشبعة على دعم صحة الجلد والفراء، وقد تسهم في تقليل الالتهاب عند تناولها بكميات صغيرة جدًا.
2. فيتامينات ومعادن مهمّة
- فيتامين E: مضاد أكسدة يُساهم في تعزيز مناعة القطط.
- فيتامين A: ضروري لصحّة البصر والجلد.
- البوتاسيوم: يساعد على موازنة السوائل ودعم وظيفة الأعصاب والعضلات.

المخاطر المحتملة لتقديم الأفوكادو للقطط
1. البرسين
رغم أن القطط أقل حساسية للبرسين مقارنة ببعض الحيوانات الأخرى، إلا أنّ تناول كميات كبيرة من الأفوكادو أو استهلاك أوراق الشجرة أو قشرتها قد يُسبّب مشاكل معويّة مثل القيء والإسهال.
2. محتوى الدهون العالي
يمكن للدهون الزائدة أن تؤدي إلى زيادة الوزن أو نوبات التهاب البنكرياس، خاصة لدى القطط التي تعاني أصلًا من السمنة أو اضطرابات هضمية.
3. خطر الاختناق أو انسداد الأمعاء
قد يؤدّي البذرة الكبيرة أو قطع القشر السميكة إلى انسداد معوي إن ابتلعتها القطة.
الأجزاء التي يجب تجنُّبها تمامًا
- البذرة: كبيرة وصلبة ويمكن أن تُعيق مجرى الهضم.
- القشرة: قاسية وقد تحتوي على نسبة أعلى من البرسين.
- الأوراق والسيقان: تحتوي على تركيز أكبر من البرسين مقارنة باللّب.
كيفية تقديم الأفوكادو بأمان لقطتك
إن اخترتَ تقديم الأفوكادو لقطّك، اتبع الخطوات التالية:
- اختر ثمرة ناضجة، واغسلها جيدًا.
- أزل القشرة والبذرة تمامًا، ثم اهرس كميّة صغيرة بحجم ظفر الإبهام.
- قدّم جزءًا لا يتجاوز 5 ـ 10٪ من سعرات الوجبة اليومية للقط.
- راقب قطّك لمدّة 24 ساعة بحثًا عن أي علامات قيء أو إسهال.
متى يكون الامتناع أفضل؟
إذا كان قطّك يعاني من مشاكل في الكبد أو البنكرياس، أو لديه تاريخ من السمنة المفرطة، يُفضَّل تجنُّب الأفوكادو كليًا واستبداله بوجبات خفيفة أخرى منخفضة الدهون.

الأطعمة التجارية المحتوية على «وجبة أفوكادو»
بعض شركات أغذية الحيوانات الأليفة تستخدم «وجبة أفوكادو» (Avocado Meal) في منتجاتها. هذه الوجبة تُحضَّر بطريقة تزيل معظم الدهون والبرسين، ما يجعلها آمنة عمومًا. ومع ذلك، تأكد من اختيار علامة تجارية موثوقة وذات سمعة جيّدة.
علامات التسمّم المحتملة
- غثيان وقيء متكرر
- إسهال أو براز مُدمّى
- صعوبة في التنفس أو ارتفاع في درجة الحرارة
- خمول غير معتاد
إذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض بعد استهلاك قطّك للأفوكادو، تواصل فورًا مع الطبيب البيطري.
بدائل صحية وآمنة للأفوكادو
- شرائح خيار باردة
- قطع صغيرة من صدر الديك الرومي المطبوخ دون بهارات
- حلوى قطط مُصنَّعة خصيصًا ذات سعرات حرارية منخفضة
أسئلة شائعة
هل يمكن للقطط شرب عصير الأفوكادو؟
لا يُنصَح بذلك؛ لأن العصير غالبًا ما يحتوي على كميات مركّزة من اللب وربما مواد مُحلّية غير آمنة للقطط.
ماذا عن زيت الأفوكادو؟
زيت الأفوكادو أقل احتواءً على البرسين، لكنّه غني بالدهون؛ لذا يُفضَّل تقديمه بكميات صغيرة جدًا أو تجنُّبه.
هل تختلف حساسية القطط الصغيرة عن البالغة؟
القطط الصغيرة أكثر عرضة لاضطرابات الجهاز الهضمي، ولذلك من الأفضل تجنّب تقديم الأفوكادو لها تمامًا.
الخلاصة
الأفوكادو ليس سامًّا بطبيعته لمعظم القطط، لكنّه يحمل مخاطر محتملة مرتبطة بمحتواه العالي من الدهون ومركب البرسين في بعض أجزائه. إذا أردتَ منح قطّك قضمات صغيرة كنوع من التغيير، فالتزم بالجزء الآمن من اللُب فقط، وراقب أي ردود فعل سلبية. وكالعادة، يُعدّ استشارة الطبيب البيطري قبل إدخال أي طعام جديد إلى النظام الغذائي لقطّك هي الخطوة الأكثر حكمة.
المراجع
- المركز الأمريكي لمعلومات السموم. “الأفوكادو: السمية في الكلاب والقطط.” , 2019-06-01. www.petpoisonhelpline.com