أشهر الأساطير حول الديدان القلبية وحقائق يجب معرفتها لحماية حيوانك الأليف

تُعَدّ الديدان القلبية من أكثر الأمراض الطفيلية خطورة على الكلاب والقطط، إذ يمكن أن تؤدي إلى مشكلات رئوية حادة، وفشل قلبي، وحتى الوفاة في حال عدم اكتشافها ومعالجتها في الوقت المناسب. ينتشر الكثير من المعلومات الخاطئة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي أحاديث ملاك الحيوانات، ما قد يعرض الحيوانات الأليفة للخطر بسبب الاعتماد على نصائح غير دقيقة أو علاجات غير مُثبتة علمياً. في هذا المقال الشامل، نفنّد أشهر الأساطير حول الديدان القلبية، موضحين الحقائق العلمية والإرشادات البيطرية المعتمدة لحماية صديقك الوفي.

ما هي الديدان القلبية؟

الديدان القلبية (Dirofilaria immitis) هي طفيليات تنتقل عن طريق لسعة البعوض المصاب، وتستقر في الجانب الأيمن من القلب والشرايين الرئوية للكلاب والقطط، مُسبّبة التهاباً وتلفاً تدريجياً في الرئتين والقلب والأوعية الدموية.

دورة حياة الطفيل باختصار

  1. يلدغ البعوض المصاب حيواناً سليماً، وينقل اليرقات (الميكروفيلاريا) إلى مجرى دمه.
  2. تحتاج اليرقات من 6–7 أشهر لتصبح ديداناً بالغة قادرة على التكاثر.
  3. تنتج الديدان البالغة يرقات جديدة تنتقل إلى بعوضة أخرى، لتعيد الحلقة نفسها.

الأسطورة (1): «حيواني يعيش في الداخل؛ إذن هو في مأمن من الديدان القلبية»

الحقيقة أن البعوض لا يفرّق بين الداخل والخارج. فهو قادر على الدخول عبر النوافذ والأبواب أو حتى شقوق صغيرة. تشير دراسات بيطرية إلى أنّ أكثر من 25% من القطط المُصابة كانت تُصنَّف «منزلية بالكامل» بحسب أصحابها. لذلك، الوقاية ضرورية حتى للحيوانات التي نادرًا ما تخرج.

الأسطورة (2): «القطط لا تُصاب بالديدان القلبية مثل الكلاب»

صحيح أن القطط أقلّ عُرضة للعدوى مقارنة بالكلاب، لكن الإصابة لدى القطط غالبًا ما تكون قاتلة؛ إذ قد تكفي دودة قلبية واحدة لإحداث فشل تنفسي حاد أو موت مفاجئ. للأسف، يصعب تشخيص المرض في القطط لعدم توافر اختبار دم دقيق 100%، ما يجعل الوقاية الخيار الأكثر أمانًا.

الأسطورة (3): «لا حاجة للوقاية في الشتاء لأن البعوض يختفي»

مع التغيّر المناخي وارتفاع درجات الحرارة، صار البعوض نشطًا لفترات أطول من العام، حتى في المناطق الباردة تقليديًا. توصي جمعية الديدان القلبية الأمريكية (AHS) باستخدام أدوية الوقاية طوال العام دون انقطاع للحفاظ على حماية ثابتة.

الأسطورة (4): «العلاجات الطبيعية مثل الثوم أو الزيوت العطرية كافية للحماية»

لم تُثبت أي دراسة علمية قدرة العلاجات المنزلية أو المكملات العُشبية على قتل اليرقات أو منع العدوى. بل إن بعض الزيوت العطرية قد تكون سامة للقطط. أدوية الوقاية المعتمدة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) هي الخيار الوحيد الذي أثبت فعاليته وسلامته.

الأسطورة (5): «إذا لم تظهر أعراض على حيواني، فلابد أنه خالٍ من الديدان القلبية»

غالبًا ما يظل المرض صامتًا لأشهر؛ إذ لا تظهر الأعراض إلا بعد حدوث تلف كبير في القلب والرئتين. تشمل العلامات المتأخرة:

  • سعال جاف أو متقطع
  • انخفاض مستوى النشاط أو سرعة التعب
  • فقدان الشهية أو فقدان وزن تدريجي
  • انتفاخ البطن بسبب تراكم السوائل (خاصة في الكلاب)

لذلك، يُنصح بإجراء اختبار دم سنوي حتى مع الانتظام على أدوية الوقاية.

الأسطورة (6): «يمكن علاج الديدان القلبية بسهولة إن أُصيب بها حيواني»

علاج الكلاب المُصابة يتطلّب حقنات بمادة الميلاتوسايد، إلى جانب أدوية مساعدة، وراحة تامة من الحركة لأسابيع. هذا العلاج مكلف وقد يترافق مع مضاعفات خطيرة عند موت الديدان داخل الأوعية. أما القطط، فلا يتوفر لها بروتوكول علاج معتمد، ويُركّز الأطباء على التحكم بالأعراض ودعم الجهاز التنفسي.

كيف أحمي حيواني؟

1. الوقاية الدوائية المنتظمة

استشر الطبيب البيطري لاختيار المنتج الأنسب (أقراص شهرية، موضعي، أو حقنة سنوية طويلة المفعول).

2. الفحص الدوري

أجرِ اختبار دم سنويًّا على الأقل، أو حسب توصية الطبيب، للكشف المبكر.

3. تقليل التعرّض للبعوض

  • استخدم شبكات النوافذ وأجهزة طرد البعوض الآمنة للحيوانات.
  • أزل مصادر المياه الراكدة حول المنزل.
  • تجنّب نزهات الفجر والغروب عندما ينشط البعوض أكثر.

الخلاصة

الديدان القلبية مرض خطير، لكن يمكن الوقاية منه بسهولة عبر برنامج دوائي مستمر وفحص سنوي. لا تدع الأساطير والمعلومات المغلوطة تعرّض حيوانك للخطر. تحدّث مع طبيبك البيطري اليوم، وابدأ خطة الوقاية لتمنح صديقك الأليف حياة صحية طويلة.

تذكّر: درهم وقاية خير من قنطار علاج—خاصة عندما يتعلّق الأمر بالديدان القلبية.

المراجع

  1. جمعية الديدان القلبية الأمريكية. “الدليل الشامل للديدان القلبية في الحيوانات الأليفة.” , 2022-01-01. www.heartwormsociety.org

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version