احمِ كلبك من ريشة الثعلب: دليل شامل للوقاية والعلاج
ريشة الثعلب (Foxtail) قد تبدو لك مجرد بذور عشبية بريئة، لكنها في الحقيقة من أخطر ما يمكن أن يواجهه كلبك أثناء النزهات في الهواء الطلق، فهي قادرة على التسلل داخل الجلد والأذنين والأنف بل وحتى الرئتين، ما يعرّض حياة الكلب للخطر إذا لم يُعالج الأمر بسرعة.

ما هي ريشة الثعلب؟
ريشة الثعلب هي البذور الشوكية التي يُكوّنها نوع من الأعشاب البرية تُعرف عادةً باسم Setaria أو Bromus. تمتاز هذه البذور بأطرافها المدببة وشعيراتها الخشنة التي تمكنها من الالتصاق بالفراء والتنقّل مع الحيوانات لمسافات طويلة.
تكمن المشكلة في أن تصميمها الطبيعي يسمح لها بالتحرك في اتجاه واحد فقط – إلى الداخل – فإذا اخترقت الجلد أو إحدى الفتحات الجسدية فإنها تواصل مسيرها حتى تصل إلى الأنسجة العميقة، ما يجعل إزالتها صعبة.

لماذا تُعد ريشة الثعلب خطرة على الكلاب؟
- سهولة الاختراق: الشعيرات المدببة تعمل مثل الأسنة الصغيرة.
- عدم التحلل: على عكس الشوك النباتي العادي، لا تتحلل ريشة الثعلب داخل الجسم.
- خطر العدوى: قد تسبب خرّاجات والتهابات بكتيرية خطيرة.
- إمكانية الانتقال: يمكن أن تهاجر عبر الأنسجة لتصل إلى الرئتين أو النخاع الشوكي.
أماكن انتشار ريشة الثعلب
تنتشر هذه الأعشاب عادةً في المناطق التالية:
- المروج البرية وحواف الطرق.
- الأماكن غير المأهولة داخل المدن (الأراضي الفارغة).
- الحدائق المهمَلة وأطراف السواحل.
تنمو ريشة الثعلب غالبًا بين شهري مايو وأكتوبر، لكن في المناطق ذات المناخ الدافئ قد تستمر على مدار العام.

الأعراض الشائعة لاختراق ريشة الثعلب
أولًا: الأنف
قد يشرع الكلب في العطاس المتكرر، يصاحبه خروج دم أو إفرازات مدمّمة.
ثانيًا: الأذنان
يهز الكلب رأسه باستمرار أو يميلها جانبًا؛ قد تُلاحظ احمرار قناة الأذن ورائحة كريهة.
ثالثًا: العيون
احمرار، دموع غزيرة، تدرّج إلى تورم الجفن وحول العين.
رابعًا: الجلد والفراء
تورّم موضعي، احمرار، تسرّب قيح أو خرّاج صغير.
خامسًا: بين الأصابع
لعق مستمر، عرج مفاجئ، تورم بين وسائد القدم.

خطوات أولية عند الاشتباه بوجود ريشة الثعلب
إذا لاحظت أيًا من الأعراض السابقة فالتدخل السريع هو مفتاح النجاة:
- أبقِ الكلب هادئًا لمنع تحرك الشعيرة نحو الداخل.
- استخدم كمامة إذا كان الكلب يتألم لتجنب العض العَرَضي.
- فحص سريع للمنطقة المصابة، لكن تجنب استخدام الملقط إذا لم ترَ الشعيرة بوضوح.
- اتصل بالطبيب البيطري فورًا؛ فالإزالة الآمنة قد تتطلب تخديرًا موضعيًا أو عامًا.

كيف يُشخص الطبيب البيطري الإصابة؟
يبدأ الطبيب بالفحص السريري الدقيق، وقد يلجأ إلى إحدى الوسائل الآتية:
- المنظار: لفحص الأذنين والأنف.
- التصوير بالأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية: لتحديد موقع الشعيرة إذا هاجرت إلى مكان عميق.
- الخزعة أو الجراحة الاستكشافية: في حالات تشكّل الخرّاجات العميقة.
علاج ريشة الثعلب
يعتمد العلاج على موضع الشعيرة وعمقها:
- الإزالة بالملقط تحت التخدير الموضعي في الحالات السطحية.
- عملية جراحية طفيفة لإزالة الشعيرة في المناطق الحساسة مثل العين أو داخل الجسم.
- مضادات حيوية موصوفة لمنع العدوى أو علاجها.
- مضادات الالتهاب لتخفيف الألم والتورم.
بعد إزالة الشعيرة، يُنصح بمتابعة الجرح وتنظيفه بانتظام، والعودة إلى الطبيب إذا ظهرت أي علامات عدوى.
طرق الوقاية الفعّالة
- قص الفراء: خاصةً حول الأذنين وبين الأصابع في موسم انتشار ريشة الثعلب.
- استخدام حذاء واقٍ للكلاب: يقلل دخول الشعيرات بين الوسائد.
- تجنّب الأعشاب الكثيفة: اختر مسارات معبَّدة أو حواف خالية.
- الفحص اليومي: افحص الأنف، الأذنين، العينين، وبين الأصابع بعد كل نزهة.
- التنظيف بالفرشاة: قم بتمشيط الفراء لإزالة أي بذور قبل أن تلتصق بالجلد.

أسئلة شائعة
هل يمكن أن تُسبب ريشة الثعلب الموت لكلبي؟
إذا لم تُكتشف الشعيرة وهاجرت إلى الرئتين أو الدماغ فقد تهدد حياة الكلب، لذا تعتبر المعالجة المبكرة ضرورية.
هل القطط معرضة أيضًا لخطر ريشة الثعلب؟
نعم، لكن أقل من الكلاب بسبب طبيعة فروها وميولها الاستكشافية المحدودة.
هل يمكن إزالة الشعيرة في المنزل؟
لا يُنصح بذلك؛ لأن التعامل الخاطئ قد يدفع الشعيرة نحو الداخل أو يسبب تمزق الأنسجة.