إنفلونزا القطط H1N1: الدليل الشامل للأعراض، العلاج والوقاية
منذ ظهور جائحة إنفلونزا الخنازير عام 2009، عُرف فيروس H1N1 بقدرته على الانتقال بين أنواع مختلفة من الثدييات، بما في ذلك القطط الأليفة. ورغم أن أغلب حالات “برد القطط” التقليدي سببها فيروسات الهربس أو الكاليسي، فإن إصابة القطط بفيروس H1N1 صار حقيقة موثقة طبياً، ما يستدعي معرفة تفاصيل هذا المرض وكيفية التعامل معه لحماية صديقك الوفي.

كيف ينتقل فيروس H1N1 إلى القطط؟
يحدث الانتقال في الغالب من البشر إلى القطط وليس العكس. فعندما يسعل أو يعطس شخص مُصاب بالقرب من قطته، تنتقل الرذاذات المحمّلة بالفيروس عبر الهواء أو الأسطح المُلوثة ثم تدخل الجهاز التنفسي للقط. وتشمل طرق العدوى:
- استنشاق رذاذ العطس أو السعال.
- ملامسة الأسطح أو الملابس الملوثة ثم لحس القط لفرائه أو كفّه.
- الاختلاط الوثيق مع حيوان أليف آخر مُصاب (قط أو كلب أو حتى ابن عرس).
الأعراض الشائعة لإنفلونزا القطط H1N1
قد تتشابه علامات المرض مع نزلات البرد العادية، لكن شدة الأعراض مع H1N1 قد تكون أكبر، وتشمل:
- ارتفاع درجة الحرارة (أكثر من 39.5°م).
- العطس المتكرر أو السعال الجاف.
- إفرازات أنفية أو عينية مائية أو مُخاطية.
- ضيق في التنفّس أو تنفّس سريع مع فتح الفم أحياناً.
- فقدان الشهية وخمول واضح.
- جفاف أو تجفاف بسبب ضعف الشرب.

عوامل الخطورة: متى تصبح العدوى مهدِّدة للحياة؟
- القطط الصغيرة أقل من 6 أشهر وكبار السن أكبر من 10 سنوات.
- الحالات المزمنة مثل الربو، أمراض القلب أو القصور الكُلوي.
- القطط التي لم تتلقَّ رعاية طبية منتظمة أو تعاني سوء تغذية.
- الحمل أو ضعف المناعة لأي سبب كان.
إذا كان قطك يعاني واحداً أو أكثر من هذه العوامل، فاستشارة الطبيب البيطري فوراً ليست خياراً بل ضرورة.
تشخيص إنفلونزا القطط H1N1
يعتمد التشخيص الدقيق على:
- الفحص السريري وسماع أصوات الرئتين بالسماعة.
- مسحة أنفية أو حلقية لإجراء PCR للكشف عن المادة الوراثية للفيروس.
- فحص الدم لتقييم تعداد كريات الدم ووظائف الأعضاء.
- أشعة سينية صدرية لتحري وجود التهاب رئوي أو ارتشاح سوائل.

العلاج والرعاية المنزلية
لا يوجد دواء خاص معتمد لعلاج H1N1 في القطط، لذا يركّز العلاج على دعم الجهاز المناعي وتخفيف الأعراض:
- السوائل: تعويض الجفاف بالحقن الوريدية أو تحت الجلد عند الضرورة.
- الأكسجين: يُقدَّم في العيادة البيطرية للحالات التي تعاني صعوبة تنفّس.
- دواء خافض للحرارة: مثل الميلاتونين أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الخاصة بالقطط.
- مضادات حيوية: لمنع أو علاج العدوى البكتيرية الثانوية.
- الأدوية المضادة للفيروسات: تُستخدم بحذر شديد وتحت إشراف بيطري متخصص.
في المنزل، احرص على:
- توفير غرفة هادئة ودافئة مع صندوق فضلات وماء نظيف وطعام طري.
- مراقبة درجة الحرارة والتنفس مرتين يومياً.
- تنظيف الإفرازات الأنفية أو العينية بقطنة مبللة دافئة.
- ارتداء قناع وقفازات عند التعامل مع قطك لتجنب إعادة العدوى.

الوقاية: كيف تحمي نفسك وقطك؟
أفضل علاج هو الوقاية، وتتضمن الاستراتيجيات الفعّالة:
- تلقي لقاح الإنفلونزا الموسمية للبشر لتقليل فرصة نقل الفيروس للحيوانات.
- غسل اليدين جيداً قبل وبعد ملامسة قطك، خاصة إذا كنت مريضاً.
- عزل القطط المصابة عن بقيّة الحيوانات الأليفة لمدة لا تقل عن 14 يوماً.
- تعقيم الأوعية وألعاب القطط بالماء الساخن والصابون أو محلول مبيّض مخفف.
- التهوية الجيدة للمنزل وتغيير فلاتر الهواء بانتظام.

أسئلة شائعة
هل يمكن أن تنتقل عدوى H1N1 من القطط إلى البشر؟
حتى الآن، لا توجد حالات موثّقة لانتقال العدوى من القطط إلى البشر، لكن يبقى الالتزام بقواعد النظافة الشخصية أمراً ضرورياً لسلامتك.
ما مدة بقاء الفيروس حياً على الأسطح؟
يستطيع فيروس H1N1 البقاء من بضع ساعات إلى يومين تبعاً للرطوبة ودرجة الحرارة، لذا يُنصح بتنظيف الأسطح المتكررة اللمس بانتظام.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
إذا لاحظت صعوبة تنفس، امتناعاً كاملاً عن الطعام أو استمرار الحمى لأكثر من 24 ساعة، فحدّد موعداً عاجلاً مع طبيبك البيطري.
الخلاصة
رغم ندرة إصابة القطط بفيروس H1N1 مقارنةً بالبشر، فإن فهم طبيعة المرض واتخاذ الخطوات الوقائية يُحدث فرقاً كبيراً في صحة صديقك الفرو. الالتزام بنظافة اليدين، مراقبة الأعراض واستشارة الطبيب البيطري مبكراً كفيل بتقليل المضاعفات وحماية باقي أفراد أسرتك، بشريين كانوا أم حيوانات أليفة.
المراجع
- منظمة الصحة العالمية. “الإنفلونزا: الأسئلة المتداولة.” , 2022-07-01. www.who.int
- جامعة كاليفورنيا ديفيس. “إنفلونزا H1N1 في القطط: المعرفة والوقاية.” , 2021-06-15. www.vetmed.ucdavis.edu
- المكتبة الوطنية للطب. “H1N1: ما تحتاج لمعرفته حول الفيروس في الحيوانات الأليفة.” , 2022-04-01. pubmed.ncbi.nlm.nih.gov