أورام الخلايا الميلانية في جلد وأصابع القطط
تُعَدّ أورام الخلايا الميلانية، المعروفة أيضاً باسم أورام الميلانوما، من الحالات الجلدية النادرة نسبيّاً في القطط، لكنها قد تشكّل تهديداً خطيراً إذا كانت خبيثة. في هذا الدليل الشامل، نستعرض بالتفصيل كل ما تحتاج إلى معرفته بدءاً من ماهية هذه الأورام وصولاً إلى طرق التشخيص والعلاج والرعاية المنزلية.

ما هي أورام الخلايا الميلانية؟
الخلايا الميلانية هي الخلايا المسؤولة عن إنتاج صبغة الميلانين التي تُكسب الجلد والشعر لونَهما. عندما تنشأ كتلة غير طبيعية من هذه الخلايا، يُطلَق عليها «ورم ميلاني». قد يكون هذا الورم حميداً (غير سرطاني) أو خبيثاً (سرطاني). تُصنَّف الأورام الميلانية في القطط تبعاً لمكان ظهورها إلى:
- أورام جلدية سطحية
- أورام رقمية (في أصابع القدم)
- أورام مخاطية (نادرة في الفم أو العين)
الخلايا الميلانية ودورها الطبيعي
تعمل الميلانينات كدرع واقٍ ضد الأشعة فوق البنفسجية، ولهذا غالباً ما تكون المناطق قليلة الصبغة أكثر عرضة للإصابة بالمشكلات الجلدية. ومع أن التعرض للشمس قد يكون عاملاً مساهمًا، إلا أنّ الأسباب الدقيقة لتكوّن الأورام الميلانية في القطط غير معروفة حتى الآن.
مدى شيوع الأورام الميلانية في القطط
تُعَدّ هذه الأورام أقل شيوعاً مقارنة بالكلاب والبشر، لكنها متى ظهرت في القطط تكاد تكون خبيثة في 50–65٪ من الحالات، خاصةً تلك التي تصيب الأصابع.
الأعراض والعلامات التحذيرية
قد يصعب اكتشاف الأورام الميلانية في مراحلها الأولى، لذا من الضروري مراقبة أي تغيّرات جلدية غير طبيعية. تشمل العلامات الشائعة:
- كتلة أو عقدة داكنة اللون (بنية أو سوداء)، وقد تكون بلا لون أحياناً
- سطح جلدي خالٍ من الشعر فوق الورم
- تقرّح أو نزيف متكرر من الكتلة
- تورّم أو ألم في الإصبع المصاب يجعل القط يعرج
- نقص الشهية أو خمول إذا انتشر الورم داخلياً

عوامل الخطر المحتملة
على الرغم من عدم وجود سبب محدّد، ارتبطت بعض العوامل بزيادة احتمالية ظهور هذه الأورام:
- التقدم في العمر؛ إذ تُشخَّص غالباً في القطط فوق 9 سنوات
- التعرّض المزمن للشمس، خاصة في القطط ذات الفراء الفاتح
- العوامل الوراثية، وإن كانت الأدلة محدودة
- التهاب الجلد المزمن أو الإصابات المتكررة في المنطقة ذاتها
كيف يتم التشخيص؟
يبدأ الطبيب البيطري بفحص جسدي شامل، يعقبه واحد أو أكثر من الفحوص التالية:
- الخزعة أو الرشافة بالإبرة الدقيقة: للحصول على عينة من الورم وفحصها مجهرياً.
- الفحص النسيجي: لتحديد ما إذا كان الورم حميداً أم خبيثاً، وتحديد هوامش الاستئصال الجراحي.
- الأشعة السينية والتصوير بالموجات فوق الصوتية: للتحقق من انتشار الورم إلى الرئتين أو الأعضاء الداخلية.
- تحليل الدم واختبارات وظائف الأعضاء: لتقييم صحة القط العامة قبل أي إجراء جراحي أو علاجي آخر.

خيارات العلاج
يعتمد تحديد أفضل خطة علاجية على مكان الورم وطبيعته (حميد أو خبيث) ومدى انتشاره:
1. الجراحة
تُعَدّ الخيار الأول لمعظم الأورام الميلانية الموضعية. في حالة الأورام الرقمية، قد يستلزم الأمر بتر الإصبع المصاب بالكامل لضمان إزالة جميع الخلايا السرطانية.
2. العلاج الإشعاعي
يستعمل لتقليص الورم قبل الجراحة أو لتدمير أي خلايا متبقية بعد الاستئصال، خاصةً إذا كانت هوامش القطع غير كافية.
3. العلاج الكيميائي
يستخدم في الحالات الخبيثة أو عندما يكون هناك انتشار سرطاني واضح. يُعطى عادةً عبر الحقن الوريدي أو الفموي.
4. العلاج المناعي (Immunotherapy)
أظهرت التطورات الحديثة لقاحاً موجهاً ضد الخلايا الميلانية في القطط، لكن النتائج لا تزال تحت الدراسة.
الرعاية المنزلية والمتابعة
بعد الجراحة أو أي علاج آخر، يكون دور المربي محورياً في تعافي القط:
- تفقّد الجرح يومياً للتأكد من عدم وجود تورّم أو إفرازات.
- إعطاء الأدوية المسكنة والمضادات الحيوية وفق جدول الطبيب البيطري.
- منع القط من لعق الجرح باستخدام طوق حماية (E-collar).
- تعقب مواعيد الفحوص الدورية بالأشعة أو الموجات فوق الصوتية لضمان عدم عودة الورم.

التوقعات المستقبلية (Prognosis)
• الأورام الحميدة: عادةً ما يكون الشفاء كاملاً بعد الاستئصال الجراحي، طالما أزيل الورم بهوامش واسعة.
• الأورام الخبيثة الجلدية: قد تكون التوقعات متوسطة إلى جيدة إذا اكتُشفت مبكراً واستُئصلت جراحياً.
• الأورام الخبيثة الرقمية: للأسف، نسبة الانتشار إلى العقد اللمفاوية والرئتين عالية، ما يجعل التوقعات حذرة.
الوقاية واكتشاف الحالة مبكراً
لا توجد طريقة مضمونة لمنع الأورام الميلانية، لكن يمكن تقليل المخاطر عبر:
- الفحص المنتظم لجلد القط، خاصة في القطط كبيرة السن.
- إبقاء القطط المنزلية داخل المنزل في ساعات الذروة الشمسية.
- استشارة الطبيب البيطري عند ظهور أي تكتل أو جرح لا يلتئم خلال أسبوعين.
أسئلة شائعة
هل يمكن أن يكون الورم الميلاني غير داكن اللون؟
نعم، إذ توجد أورام عديمة الميلانين (أميلانوتية) تظهر بلون وردي أو لحمي وقد تُخطَأ بأنها خراج أو ورم آخر.
كم من الوقت يحتاج القط للتعافي بعد جراحة البتر الرقمي؟
في العادة بين 10 و14 يوماً، مع المتابعة الدقيقة لنظافة الجرح والسيطرة على الألم.
هل تعود الأورام الميلانية بعد استئصالها؟
قد تعود إذا لم تُستأصل بهوامش كافية أو إذا كان الورم ذا صفات خبيثة وميول للانتشار، لذا المتابعة الدورية ضرورية.
الخاتمة
على الرغم من ندرة أورام الخلايا الميلانية في القطط، فإن الكشف المبكر والعلاج الجراحي السليم يظلان حجر الزاوية في تحسين فرص النجاة، خصوصاً في الأورام الخبيثة الرقمية. إذا لاحظت أي تكتلات أو تغيّرات جلدية غير معتادة على قطك، فلا تتردد في استشارة الطبيب البيطري فوراً.
المراجع
- معهد أبحاث السرطان في الولايات المتحدة. “Understanding Melanoma.” , 2022-12-19. www.cancerresearchuk.org