أكثر أمراض الجلد شيوعًا لدى الخيول: دليل شامل للوقاية والعلاج
يُعد جلد الحصان أكبر أعضائه وأكثرها عرضةً للعوامل البيئية، فهو خط الدفاع الأول ضد الحرارة والبرودة والأشعة فوق البنفسجية والطفيليات والعدوى. لذلك فإن أي مشكلة جلدية – مهما بدت بسيطة – قد تؤثر سريعًا في صحة الحصان وأدائه وراحته العامة.
تنويه: المعلومات الواردة في هذا المقال للتوعية فقط، ولا تُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص عند ظهور أي أعراض غير طبيعية على جلد حصانك.

لماذا يجب الاهتمام بصحة جلد الحصان؟
الجلد السليم أكثر من مجرد مظهر لامع؛ فهو:
- ينظم درجة حرارة الجسم عبر التعرق.
- يحمي الأنسجة الداخلية من الصدمات والميكروبات.
- يُنتِج فيتامين (د) الضروري لصحة العظام.
- يمنع فقدان السوائل ويُسهم في الحفاظ على توازن الإلكتروليتات.
مؤشرات تدل على وجود مشكلة جلدية
تتضمن العلامات الشائعة لاضطرابات الجلد عند الخيول ما يأتي:
- بقع صلعاء أو تساقط للشعر.
- قشور أو قُشَع متراكمة.
- جروح وخرّاجات أو تشققات جلدية.
- حكة متواصلة أو فرك للجسم ضد الأسطح الصلبة.
- رائحة كريهة أو إفرازات مصلية.
- تورم أو عُقَد أو كتل غير طبيعية.
إذا لاحظت واحدًا أو أكثر من هذه الأعراض، فاستشر طبيبك البيطري على الفور.
أشهر أمراض الجلد عند الخيول
فيما يلي قائمة بأكثر الحالات الجلدية شيوعًا، وأسبابها، وأفضل طرق العلاج والوقاية:
القوباء الحلقية (Ringworm)

المسبب: فطريات مُعدِية من جنس Trichophyton أو Microsporum.
الأعراض: بقع دائرية خالية من الشعر ومحاطة بحواف قشرية رمادية اللون، غالبًا على الرقبة أو الكتف.
العلاج: غسول مضاد للفطريات (كلوتريمازول أو ميكونازول) يوميًّا لمدة 7–14 يومًا. يجب عزل الحصان لتقليل انتقال العدوى.
الوقاية: تعقيم معدات التـجميـل والأغطية، وتجنب مشاركة الفرش بين الخيول.
الرين روت (Rain Rot)

المسبب: بكتيريا Dermatophilus congolensis تنشط في البيئات الرطبة.
الأعراض: قشور خشنة وأشواك شعرية على الظهر والردفين تُشبه فرشاة الأسلاك.
العلاج: إزالة القشور برفق وغسل المنطقة بصابون مطهر (كلورهيكسيدين) ثم تجفيف الجلد تمامًا. قد يصف الطبيب مضادًا حيويًا في الحالات الشديدة.
الوقاية: الحفاظ على جفاف الحصان وتجفيفه فور التعرض للأمطار، وتنظيف البطانيات بانتظام.
التهاب العرقوب / الطين (Scratches | Mud Fever)

المسبب: مجموعة من البكتيريا والفطريات تعيش في البيئات الموحلة، إضافةً إلى التهيج الميكانيكي بسبب البلل المستمر.
الأعراض: تشققات وقشور مؤلمة في الجزء السفلي من الساق (العرقوب) وقد يصاحبها تورم أو عرج.
العلاج: حلاقة الشعر الزائد حول المنطقة، غسلها بصابون مطهر، تجفيفها، ثم وضع مرهم مضاد للميكروبات أو أكسيد الزنك.
الوقاية: إبقاء الحصان في أرض جافة، وتغيير الضمادات أو اللفافات بانتظام.
الحكة الصيفية (Sweet Itch)

المسبب: رد فعل تحسُّسي تجاه لدغات ذباب Culicoides (الناموس الصغير).
الأعراض: حكة شديدة تؤدي إلى فرك الذيل والأعراف، وظهور بقع صلعاء مفتوحة قد تُصاب بالعدوى الثانوية.
العلاج: بخاخات طاردة للحشرات، شامبو مهدئ يحتوي على الشوفان، ومضادات هيستامين أو كورتيكوستيرويدات إذا أوصى الطبيب.
الوقاية: استخدام أغطية الجسم المشبكة (Fly sheets)، وتركيب مراوح في الإسطبل لتقليل الذباب.
الثآليل (Papillomatosis)

المسبب: فيروس الورم الحليمي لدى الخيول (EPV)، يُصيب عادةً الخيول الصغيرة.
الأعراض: بروز ثآليل صغيرة بلون رمادي حول الفم والشفاه والعينين.
العلاج: غالبًا ما تختفي تلقائيًا في غضون 3–6 أشهر؛ يمكن إزالة الثآليل جراحيًا إذا أثَّرت في الرضاعة أو استخدام العلاجات الموضعية لتحفيز المناعة.
الوقاية: تجنُّب مشاركة أدوات الشرب والطعام في الإسطبلات المزدحمة.
الأورام الميلانينية (Melanoma)

المسبب: تكاثر خلايا الميلانين، ويشيع بشكل خاص لدى الخيول الرمادية الأكبر سنًّا.
الأعراض: كتل صلبة دائرية بنية أو سوداء تحت الذيل، حول الفتحة الشرجية، أو تحت الحنك.
العلاج: التدخل الجراحي أو الحقن الكيميائي (سيسبلاتين) أو العلاج بالليزر؛ وقد يستخدم الطبيب لقاحات مناعية حديثة في الحالات المعقدة.
الوقاية: لا توجد طريقة وقائية مؤكدة، لكن الكشف المبكر وإزالة الأورام الصغيرة يزيدان من فرص الشفاء.
الساركويـد (Sarcoid)

المسبب: يُعتقد أن له صلة بفيروس الورم الحليمي عند الأبقار، لكن السبب الدقيق لا يزال قيد البحث.
الأعراض: أورام جلدية متليّفة قد تكون مسطحة أو متقرّنة أو متقرّحة، يمكن أن تظهر في أي مكان بالجسم.
العلاج: الجراحة، التجميد (Cryotherapy)، العلاج الموضعي (بقع إيميكيومود)، أو العلاج الضوئي الديناميكي في بعض الحالات.
الوقاية: حماية الجروح من الذباب وتقليل التوتر المناعي للحصان.
لويحات الأذن (Aural Plaques)

المسبب: فيروس الورم الحليمي المرتبط بالذباب الصغير.
الأعراض: بقع بيضاء سميكة داخل الأذن قد تكون حساسة عند اللمس لكنها عادة غير مؤلمة.
العلاج: غالبًا لا تحتاج إلى علاج إلا إذا كانت مزعجة؛ يمكن استخدام كريمات الستيرويد لتقليل الالتهاب.
الوقاية: وضع أقنعة واقية للأذنين للحد من الذباب، والمحافظة على بيئة نظيفة.
كيف يشخص الطبيب البيطري اضطرابات الجلد؟
تتضمن وسائل التشخيص:
- الفحص السريري الكامل.
- كشط الجلد وفحوص الميكروسكوب للبحث عن الطفيليات والفطريات.
- اختبارات الحساسية (Patch Test) للبحث عن مسببات التحسس.
- خزعة جلدية عند الاشتباه في أورام أو أمراض مناعية.
- المزرعة البكتيرية وتحديد المضاد الحيوي المناسب.
خطوط العلاج العامة
بصرف النظر عن المرض المحدد، تعتمد العلاجات الناجحة عادةً على ثلاثة مبادئ:
- التنظيف والتعقيم: غسل المنطقة المصابة بصابون لطيف وتجفيفها جيدًا.
- العلاج الموضعي أو الجهازي: استخدام مضادات الفطريات، المضادات الحيوية، أو الأدوية المضادة للالتهاب حسب التشخيص.
- دعم الجهاز المناعي: تغذية متوازنة تحتوي على الزنك والنحاس والأحماض الدهنية أوميغا-3.
الوقاية: روتين العناية المثالي بجلد الحصان

- تمشيط الشعر يوميًا لإزالة الأتربة وتحفيز الدورة الدموية.
- تنظيف معدات الركوب وتجفيف البطانيات بعد الاستخدام.
- توفير مأوى جاف بعيد عن الطين والمستنقعات.
- استخدام طاردات الحشرات و«فلاي شيت» خلال مواسم الذباب.
- فحص الجلد أسبوعيًا لاكتشاف أي تغيّر مبكرًا.
متى يجب الاتصال بالطبيب البيطري؟
استشر الطبيب فورًا إذا لاحظت:
- تورمًا سريعًا أو ألمًا شديدًا.
- جروحًا لا تلتئم خلال أسبوع.
- انتشارًا سريعًا للبقع الصلعاء أو القشور.
- تغيرًا في سلوك الحصان مثل فقدان الشهية أو الخمول.
أسئلة متكررة
هل يمكن أن تنتقل بعض الأمراض الجلدية من الخيل إلى الإنسان؟
نعم، القوباء الحلقية على وجه الخصوص تُعد زونوتية (قابلة للانتقال). لذا ارتدِ قفازات عند التعامل مع الحصان المصاب.
ما مدة شفاء الأمراض الجلدية؟
يختلف الأمر حسب المرض؛ فالقوباء الحلقية قد تتحسن خلال أسبوعين، بينما تحتاج الأورام مثل الساركويـد إلى معالجة طويلة قد تمتد أشهرًا.
الخلاصة
العناية المبكرة والمتواصلة بجلد الحصان ليست رفاهية، بل ضرورة للحفاظ على صحته وأدائه. إن مراقبة التغيرات، وتنظيف المعدات، وتوفير بيئة جافة، مع الاستعانة بالطبيب البيطري عند الحاجة، كلها خطوات تضمن لحصانك حياة مريحة وخالية من الإزعاجات الجلدية.