فيروس غرب النيل عند الخيول: الدليل الشامل للأعراض، الوقاية، والعلاج
يشكّل فيروس غرب النيل أحد أهم الأمراض الفيروسية المنقولة عبر البعوض للخيول حول العالم. يعاني مُربّو الخيل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من تحدٍّ موسمي متزايد مع ارتفاع درجات الحرارة وتوسّع موائل الناموس، ما يستدعي فهماً عميقاً لطبيعة المرض وسبل الوقاية منه.

ما هو فيروس غرب النيل؟
فيروس غرب النيل (WNV) هو فيروس من جنس Flavivirus، يُصنَّف ضمن عائلة Flaviviridae. اكتُشف لأول مرّة في أوغندا عام 1937، ثم انتشر تدريجياً ليشمل أوروبا، آسيا، الأميركيتين، ومناطق الشرق الأوسط. الخيول والطيور هي العائل الأكثر تعرضاً، مع إمكانية إصابة الإنسان أيضاً، بينما تبقى الخيول «عائل طرفي» أي لا تنقل الفيروس لغيرها مباشرة.
طرق انتقال الفيروس إلى الخيل
يحتاج الفيروس إلى وسيط (البعوض) لإتمام دورة حياته، إذ يلتقطه البعوض عندما يتغذى على دم طائر مصاب، ثم ينقله لاحقاً إلى الخيل أو البشر.
- لدغة بعوضة مُصابة هي الطريق الأساسي للعدوى.
- نادرًا ما يحدث انتقال عبر نقل الدم أو الأعضاء في الإنسان، لكن هذا غير موثق في الخيل.
- لا ينتقل الفيروس من خيل لآخر بالمخالطة العادية أو عن طريق الجهاز التنفسي.

الأعراض والعلامات السريرية
يتراوح ظهور الأعراض بين يومين وأسبوعين بعد اللدغة. نحو 80٪ من الخيول المصابة لا تظهر عليها علامات، ولكن بين 10–20٪ قد تُصاب بأعراض تتراوح بين خفيفة وشديدة:
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:
- حمّى واكتئاب عام: ارتفاع طفيف إلى متوسط في درجة الحرارة مع خمول.
- اضطرابات عصبية: ترنّح، صعوبة في الوقوف، ضعف في الأطراف الخلفية أو الأمامية.
- شلل جزئي أو كامل: خصوصًا في الطرف الخلفي نتيجة التهاب النخاع الشوكي.
- تشنجات ورعشة عضلية: تظهر غالبًا في الوجه أو الرقبة.
- فقدان الشهية، صعوبة في البلع، دوران حول نفسه.
- حالات متقدمة: سقوط، سبات، ثم وفاة في بعض الحالات.

كيف يتم تشخيص المرض؟
يعتمد الطبيب البيطري على التاريخ المرضي والفحص العصبي، ويُعزَّز ذلك بالتحاليل المخبرية:
الاختبارات المخبرية الشائعة
- اختبار ELISA للأجسام المضادة IgM: يُعطي دلالة قوية على عدوى حديثة.
- اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR): يكتشف المادة الوراثية للفيروس في الدم أو السائل النخاعي.
- فحص السائل الدماغي النخاعي (CSF): ارتفاع في البروتين وعدد الخلايا قد يدعم التشخيص.
- استبعاد أمراض أخرى: التهاب الدماغ والنخاع الخيلي الشرقي/الغربي، داء الرعام، أو التهاب الدماغ الحصيني.

العلاج والرعاية الداعمة
لا يوجد دواء مضاد فيروسي مُحدَّد لفيروس غرب النيل في الخيل، لذا يركّز العلاج على دعم الوظائف الحيوية وتقليل الالتهاب:
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): مثل الفينيل بيوتازون أو الفلوكسين.
- الستيرويدات: تستخدم أحيانًا لتقليل وذمة الدماغ، وفق تقدير الطبيب.
- السوائل الوريدية والإلكتروليتات: للحفاظ على الترطيب ومنع الحماض.
- الدعم الفيزيائي: استخدام أحزمة أو أرجحة للمساعدة على الوقوف ومنع تقرحات الفراش.
- مضادات الأكسدة والفيتامينات: فيتامين E، سيلينيوم لتحسين الاستجابة العصبية.
- المراقبة المستمرة: قياس الحرارة، معدل النبض والتنفس، وضغط الدم.

الوقاية: خط الدفاع الأول
التطعيم
يظل اللقاح هو وسيلة الوقاية الأكثر فاعلية. تُوصي الجمعية الأمريكية لممارسي طب الخيل (AAEP) بما يلي:
- جرعتان أساسيتان بفاصل 3–6 أسابيع للخيل التي لم تُطعَّم من قبل.
- جرعة مُعزِّزة كل 6–12 شهرًا اعتمادًا على مستوى خطر المنطقة.
- تطعيم الأفراس في الثلث الأخير من الحمل لحماية المهر بعد الولادة.

مكافحة البعوض
- التخلص من المياه الراكدة في دلاء، إطارات قديمة، أو أحواض الشرب.
- تغطية البرك الصغيرة بطبقة رقيقة من الزيت الغذائي أو استخدام أسماك تتغذى على يرقات البعوض.
- تركيب مراوح في الحظائر؛ فتيار الهواء يحد من حركة البعوض.
- رش طاردات حشرية آمنة للخيل تحتوي على مادة البيروثرويد.
- تبخير الحظيرة مساءً عند ازدياد كثافة البعوض.
- إبقاء الخيل في الإسطبل وقت الغروب والفجر حيث يكون نشاط البعوض أعلى.

الأسئلة الشائعة
هل يمكن أن يُصاب الإنسان بالعدوى من خيل مريض؟
لا، الخيل تُعتبر عائلاً طرفيًا، ما يعني أن مستوى الفيروس في دمها لا يكفي لإصابة بعوضة جديدة.
ما نسبة الوفيات بين الخيول المصابة؟
تتراوح بين 30–40٪ في الحالات العصبية الشديدة، لكن فرص النجاة تزداد مع التدخل المبكر والرعاية المكثفة.
متى يصبح اللقاح فعّالاً بعد حقنه؟
بعد الجرعتين الأساسيتين، يبدأ تكوين المناعة خلال 3–4 أسابيع تقريبًا.
هل تحتاج المهرات لجرعات مختلفة؟
تبدأ المهرات التطعيم عند عمر 4–6 أشهر، وغالبًا ما تحتاج لجرعة ثالثة مُعزِّزة بعد 4–6 أسابيع من الجرعة الثانية.
خلاصة
يُعد فيروس غرب النيل تهديدًا خطيرًا لكن يمكن السيطرة عليه بتطعيم الخيل، وإدارة بيئية سليمة تقلل من أعداد البعوض، إلى جانب المراقبة الطبية الدقيقة. تذكّر أن الوقاية أرخص وأكثر أمانًا من العلاج.
استشر طبيبك البيطري فور ملاحظة أي تغيّر عصبي في خيلك، فالتشخيص والعلاج المبكران يصنعان فرقًا كبيرًا.
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:
المراجع
- شوقي ماضي. “فيروس غرب النيل وأثاره على الخيول.” , 2020-05-10. www.cdc.gov








