داء الأميبا في القطط: الدليل الشامل للأسباب والأعراض والعلاج والوقاية

قد يبدو الإسهال العابر أو فقدان الشهية أمرًا بسيطًا لدى قطك، إلا أن بعض الحالات تكمن وراءها طفيليات مجهرية خطيرة مثل الأميبا. على الرغم من أن داء الأميبا (Amebiasis) أكثر شيوعًا لدى البشر، فإنه قد يصيب القطط أيضًا، خصوصًا في البيئات المكتظة أو ذات مستويات النظافة المنخفضة. في هذا الدليل المفصَّل، نستعرض كل ما تحتاج إلى معرفته لحماية قطك، بدءًا من طرق العدوى وحتى نصائح الوقاية طويلة المدى.
ما هو داء الأميبا؟
داء الأميبا هو عدوى طفيلية تسببها في العادة Entamoeba histolytica، وهي كائنات أولية (Protozoa) تتخذ من الأمعاء الغليظة موطنًا لها. تعيش الطفيليات على شكلين:
- الطور المتحوّل (Trophozoite): الشكل النشط القادر على إحداث الضرر والتكاثر داخل الأمعاء.
- الكيس (Cyst): الشكل المُقاوِم الذي يبقى حيًّا في البيئة المحيطة وينتقل بين العوائل عبر الطعام أو الماء الملوَّث.
تحدث العدوى عندما يبتلع القط أكياس الأميبا ثم تتحول داخل أمعائه إلى الشكل المتحوِّل القادر على التسبب بالتهاب القولون والنزيف واضطرابات هضمية أخرى.
كيف تُصاب القطط بالأميبا؟ دورة الحياة وطرق الانتقال

- الطعام أو الماء الملوَّث: ابتلاع أكياس الطفيليات من مياه راكدة أو أوعية طعام غير نظيفة.
- افتراس القوارض والحيوانات الصغيرة: قد تكون هذه الفريسة حاملة للأكياس أو الأشكال النشطة من الأميبا.
- التلامس مع براز قطط مصابة: يحدث ذلك في المنازل متعددة القطط أو ملاجئ الحيوانات المكتظة.
- الحشرات الناقلة: مثل الصراصير والذباب التي تنقل الأكياس عبر ملامسة الطعام.
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:
القطط الأكثر عرضة للإصابة

ليس جميع القطط في درجة الخطر نفسها. الفئات التالية أكثر قابلية للعدوى:
- القطط الصغيرة (عمر أقل من 6 أشهر) التي لا يزال جهازها المناعي قيد التشكُّل.
- القطط المسنّة أو التي تعاني أمراضًا مزمنة أو نقص المناعة (مثل القطط المصابة بفيروس نقص المناعة القططي FIV).
- القطط التي تعيش في ملاجئ أو بيوت مكتظّة حيث تشترك في صناديق الرمل والطعام.
- القطط الشاردة أو التي تعيش خارج المنزل وتتعرّض لمصادر مياه وطعام ملوَّثة.
الأعراض والعلامات التحذيرية
يعتمد ظهور الأعراض على استجابة الجهاز المناعي للقط وعدد الأميبا المبتلَعة. قد تمر بعض القطط بالعدوى دون أعراض، بينما تُظهر أخرى علامات واضحة تشمل:
- إسهال متكرر قد يحتوي على دم أو مُخاط.
- قيء وفقدان للشهية.
- انتفاخ وألم في البطن عند اللمس.
- جفاف، خمول، وحمى خفيفة.
- فقدان الوزن وتدني لمعان الفرو.

التشخيص: كيف يحدد الطبيب البيطري الإصابة؟

يُعَد التشخيص الدقيق أمرًا حاسمًا قبل بدء العلاج، لأن أعراض الأميبا قد تتشابه مع التهابات وأمراض أخرى. عادةً ما يلجأ الطبيب البيطري إلى:
- فحص البراز المجهري: للبحث عن الأكياس أو الأشكال النشطة، ويُفضَّل فحص عينات متعددة.
- اختبار PCR أو ELISA: للكشف عن الحمض النووي للطفيليات أو المستضدات الخاصة بها.
- الأشعة فوق الصوتية أو الأشعة السينية: لتقييم حالة الأمعاء ورصد أي تجمعات سوائل أو خراجات كبدية.
- منظار القولون مع الخزعة: في الحالات الشديدة لتأكيد درجة تآكل الأمعاء.
خطة العلاج والرعاية الداعمة
يعتمد العلاج على شدة الحالة والحالة الصحية العامة للقط:
- المضادات الطفيلية: غالبًا ما يُستخدم الميترونيدازول أو تينيدازول بجرعات يحددها الطبيب.
- أدوية معوية إضافية: مثل إيودوكينول للتخلص من الأكياس الباقية في الأمعاء.
- المحاليل الوريدية: لتعويض السوائل والأملاح في حالات الجفاف الشديد.
- مضادات حيوية: عند الاشتباه في عدوى بكتيرية ثانوية.
- النظام الغذائي اللطيف: أغذية طبية سهلة الهضم للمساعدة في استقرار الجهاز الهضمي.

الرعاية المنزلية بعد العلاج
يظل دورك في المنزل أساسيًّا لضمان تعافي قطك ومنع عودة العدوى:
- عزل القط المصاب عن باقي الحيوانات الأليفة حتى يؤكد الطبيب سلبية العينات.
- تنظيف صندوق الرمل يوميًّا والتخلص من البراز في أكياس مغلقة.
- تعقيم أوعية الطعام والماء وأماكن النوم بمحلول مخفَّف من الكلور (نسبة 1:32) ثم شطفها جيدًا.
- غسل اليدين جيدًا بعد التعامل مع القط أو مخلفاته.
- التقيد الصارم بخطة الدواء حتى آخر جرعة، حتى لو اختفت الأعراض مبكرًا.

المضاعفات المحتملة إذا تُرك الداء دون علاج
قد يؤدي إهمال العلاج إلى:
- قرحات ونزيف حاد في القولون.
- انتقال الطفيليات إلى الكبد وتشكُّل خُراجات قد تهدد الحياة.
- انخفاض وزن مزمن وسوء امتصاص العناصر الغذائية.
- احتمالية انتقال العدوى للبشر أو الحيوانات المنزلية الأخرى.
الوقاية: كيف تحمي قطك قبل الإصابة؟

- توفير مياه شرب نظيفة متجددة يوميًّا.
- تجنب إطعام القطط اللحوم النيئة أو السماح لها بافتراس القوارض.
- الحفاظ على نظافة صندوق الرمل وأوعية الطعام.
- إجراء فحوصات براز روتينية خاصة للقطط التي تخرج إلى الخارج.
- التطعيمات الدورية والرعاية البيطرية المستمرة لتعزيز المناعة.
أسئلة شائعة
هل داء الأميبا معدٍ للبشر؟
نعم، يمكن لبعض أنواع Entamoeba أن تنتقل إلى البشر، لذا يجب اتباع إرشادات النظافة المشددة عند التعامل مع القط المصاب.
هل يوجد لقاح ضد الأميبا؟
حتى الآن لا يتوفر لقاح معتمد للقطط ضد الأميبا، مما يجعل الوقاية السلوكية والنظافة الدورية حجر الأساس للحماية.
متى أزور الطبيب البيطري؟
إذا لاحظت إسهالًا متكررًا، دمًا في البراز، خمولًا مفاجئًا، أو فقدان وزن، ينبغي استشارة الطبيب البيطري فورًا وعدم استخدام أدوية بشرية دون وصفة.
تنبيه: المعلومات الواردة هنا لأغراض تثقيفية فقط ولا تغني عن التشخيص والعلاج لدى الطبيب البيطري المختص.
ختامًا، يفيد الكشف المبكر والنظافة الدائمة في تقليل مخاطر داء الأميبا بشكل كبير. باتباع النصائح السابقة، يمكنك تأمين بيئة صحية لقطك وحمايته من العدوى ومضاعفاتها الخطيرة.
المراجع
- مؤسسة بيو بورد. “داء الأميبا (عدوى Entamoeba histolytica).” , 2022-06-07. www.cdc.gov







