الورم القـواتم لدى القطط: الدليل الشامل للأعراض، التشخيص والعلاج
هل لاحظت على قطّك نوبات مفاجئة من تسارع نبض القلب، أو ارتفاعًا في ضغط الدم لا يستجيب للأدوية المعتادة؟ قد تكون هذه العلامات ناتجة عن حالة نادرة تسمّى الورم القـواتم (فيوكروموسيتوما). رغم ندرتها، إلا أن معرفتها يمكن أن تنقذ حياة قطك وتجنّبه مضاعفات خطيرة.

ما هو الورم القـواتم؟
الورم القـواتم هو ورم يصيب لبّ الغدة الكظرية (الجزء الداخلي من الغدة الكظرية)، ما يؤدي إلى إنتاج مفرط لهرمونات التوتر المعروفة بـ«الكاتيكولامينات» مثل الأدرينالين والنورأدرينالين. هذا التدفق الزائد يخلّ بتوازن الجسم ويسبب أعراضًا مرتبطة بارتفاع ضغط الدم واضطراب عمل القلب.
نبذة عن الغدة الكظرية ووظيفتها
تمتلك القطط زوجين من الغدد الكظرية يقعان أمام الكلى مباشرةً. تتكوّن كل غدة من قشرة ولبّ؛ القشرة مسؤولة عن الهرمونات الستيرويدية، بينما اللبّ ينتج الكاتيكولامينات التي تساعد الجسم على الاستجابة السريعة للضغوط المفاجئة.

أسباب الورم القـواتم وعوامل الخطر
- العمر المتقدم: تظهر الأورام غالبًا في القطط التي تجاوزت ثماني سنوات.
- الاستعداد الجيني: لا توجد سلالات محددة معرضة بصورة مؤكدة، لكن يُعتقد بوجود استعداد وراثي في بعض الخطوط.
- العوامل البيئية: لم يثبت دورها بشكل قاطع، إلا أن التعرض المزمن للسموم قد يزيد احتمالية الأورام الكظرية.
- الأورام المنتشرة: في حالات قليلة، تكون الأورام القـواتمة جزءًا من متلازمة أورام متعددة الغدد.
الأعراض والعلامات السريرية
يمكن للأعراض أن تظهر بشكل متقطع أو دائم، وغالبًا ما يلاحظ المربّي واحدًا أو أكثر من العلامات التالية:
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:
- ارتفاع ضغط الدم الشديد الذي قد يتسبب في نزيف الشبكية أو العمى المفاجئ.
- تسارع أو عدم انتظام نبض القلب.
- لهاث أو تنفس سريع دون مجهود.
- وهن وضعف عام، وقد يصل إلى انهيار مفاجئ.
- نوبات تشنّج أو ارتعاش عضلي.
- فقدان الوزن رغم الشهية الطبيعية أو حتى المرتفعة.
- تقيؤ وإسهال متكرر.
- زيادة شرب الماء وكثرة التبول.

متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
راجع الطبيب البيطري فورًا إذا لاحظت على قطك ارتفاعًا مفاجئًا في ضغط الدم، أو نوبات إغماء، أو تغيرات مفاجئة في البصر. كلما بدأ التشخيص والعلاج باكرًا، ارتفعت معدلات النجاح وتحسن مآل المرض.
كيفية تشخيص الورم القـواتم
- الفحص السريري وقياس ضغط الدم: يُظهر غالبية القطط المصابة ضغط دم أعلى من 180 مم زئبق.
- تحاليل الدم والبول: ارتفاع سكر الدم أو زيادة إنزيمات الكبد قد يكون مؤشرًا مرافقًا. يُقاس كذلك مستوى الميتانيفرينات في البلازما أو البول لتأكيد زيادة الكاتيكولامينات.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية: يكشف كتلًا على الغدة الكظرية أو انتشارًا إلى الكبد.
- الأشعة المقطعية (CT) أو الرنين المغناطيسي (MRI): توفر صورة تفصيلية لتحديد حجم الورم ومدى انتشاره.
- الخزعة أو الاستئصال التشخيصي: يُستخدم للفصل بين الأورام الحميدة والخبيثة، لكن قد يكون خطيرًا بسبب احتمالية إفراز الهرمونات أثناء الإجراء.

خيارات العلاج
التحضير الطبي قبل الجراحة
قبل أي تدخل جراحي، يحتاج الطبيب إلى تثبيت ضغط الدم باستخدام أدوية حاصرات الألفا مثل Phenoxybenzamine لعدة أيام. بعد ضبط ضغط الدم، يمكن إضافة حاصرات بيتا كالـPropranolol لتقليل خطر عدم انتظام ضربات القلب.
الجراحة (استئصال الغدة الكظرية)
يُعَدّ الاستئصال الجراحي الكامل للغدة المصابة العلاج الأكثر فعالية والوحيد الذي يمنح فرصة للشفاء التام. تتضمن الخطوات:
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:
- تخدير عام مع مراقبة دقيقة للضغط ونبض القلب.
- شق جراحي في الجانب المناسب للوصول إلى الغدة.
- إزالة الورم مع محاولة الحفاظ على الأوعية الدموية المحيطة.
- إرسال العينة إلى المختبر لإجراء التحليل النسيجي.

ماذا لو كان الاستئصال غير ممكن؟
- الأورام المنتشرة إلى الرئتين أو الكبد يُعالج معظمها داعمًا للسيطرة على ضغط الدم وتقليل الأعراض.
- العلاج الكيماوي والإشعاعي ليسا فعّالين بشكل كبير، لكن يمكن للطبيب اقتراح بروتوكولات تجريبية في الحالات المتقدمة.
- تُستخدم أدوية مثل Amelioride أو Trilostane أحيانًا لتقليل إفراز الهرمون، إلا أن الأدلة على فعاليتها محدودة.
الرعاية بعد الجراحة والمتابعة
تُعتبر الأيام الأولى بعد العملية حرجة، إذ قد ينخفض ضغط الدم بشدة عقب زوال الورم. يشمل البروتوكول النموذجي:
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:
- مراقبة ضغط الدم والكهارل كل 4–6 ساعات.
- إعطاء محاليل وريدية وأدوية مسكنة للألم.
- إطعام وجبات صغيرة بعد 12–24 ساعة إذا استقرت العلامات الحيوية.
- إزالة الغرز بعد 10–14 يومًا ومتابعة فحوص الدم بعد شهر ثم كل 3–6 أشهر.

التوقعات (البروغنوزا)
تعتمد نسبة النجاة على اكتشاف الورم مبكرًا ونجاح الاستئصال. تشير الدراسات إلى معدلات بقاء تتراوح بين 1–3 سنوات بعد الجراحة الناجحة، وقد يعيش بعض القطط حياة طبيعية تمامًا. بالمقابل، يكون التشخيص حذرًا إذا كان الورم خبيثًا أو منتشرًا.
الوقاية وتقليل المخاطر
- إجراء فحص عام مرتين سنويًا للقطط الأكبر من سبع سنوات.
- قياس ضغط الدم بشكل دوري خاصة في القطط المصابة بأمراض قلبية أو كلوية.
- عدم إهمال أي فقدان وزن أو تغيّر مفاجئ في السلوك.
- توفير نظام غذائي متوازن ونشاط بدني منتظم لدعم صحة الغدد الصماء.
أسئلة شائعة
هل الورم القـواتم ورم خبيث دائمًا؟
ليس بالضرورة. يمكن أن يكون حميدًا أو خبيثًا؛ يُحدّد ذلك من خلال الفحص النسيجي ومدى الانتشار.
هل تُصاب الكلاب أو البشر بالمرض نفسه؟
نعم، يُصيب الورم القـواتم البشر والكلاب أيضًا، وتشترك الأنواع الثلاثة في علامات سريرية متشابهة إلى حد كبير.
هل يمكن للقط أن يعيش دون الغدة الكظرية؟
إذا أُزيلت غدة واحدة فقط، يتولى الجانب الآخر وظيفة إنتاج الهرمونات، ولا يحتاج القط لعلاج بديل غالبًا. أما عند استئصال الغدتين معًا (حالة نادرة جدًا) فيستلزم هرمونات بديلة مدى الحياة.
بتسلُّحك بهذه المعلومات ومراقبتك الدقيقة لقطّك، يمكنك التدخل سريعًا ومنح صديقك فرصة أفضل للتعافي والعودة لحياته الطبيعية.
المراجع
- د. عمر علي. “فهم دور الغدة الكظرية في صحة القطط.” , 2020-11-05. www.frontiersin.org
- الدكتور صالح جمال. “العلاج الدوائي للورم القـواتم في القطط.” , 2022-08-20. pubmed.ncbi.nlm.nih.gov








